توقعت الصحف البريطانية امس سيناريوات كارثية، قد يكون فيها رئيس الوزراء توني بلير أول ضحية للأزمة العراقية، بسبب دعمه المطلق للولايات المتحدة. وكتبت صحيفة "فايننشال تايمز" ان "كابوس بلير لم يعد في الأيام الثلاثة الأخيرة احتمالاً بعيداً"، مشيرة الى تقرير رئيس المفتشين هانس بليكس امام مجلس الأمن، وتظاهرة السبت التاريخية في لندن، والمؤشرات الى فقدان الصبر عند مستشارة الرئيس جورج بوش لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس. واعتبرت الصحيفة ان "من الصعب تصور اسبوعين أكثر صعوبة لبلير من الاسبوعين المقبلين، حتى التقرير المقبل لرئيسي المفتشين" هانس بليكس ومحمد البرادعي. ورأت صحيفة "ذي انديبندنت" ان "بلير يجد نفسه في الطرف الخاسر" و"سيدفع ثمن قناعاته الخاطئة تراجعاً في سلطته". وأضافت: "لم نر إلا بداية تدهور موقعه في استطلاعات الرأي". وتحت عنوان "لحظة الحقيقة للسياسة البريطانية" كتبت صحيفة "ذي غارديان": "في حال كان النزاع في العراق صعباً وطويلاً من المحتمل ان يتخلى بلير عن الحكم". وأشارت "دايلي تلغراف" الى انه "في حال انتصار أوروبا القديمة المانيا وفرنسا كما صنفهما وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد فسيشكل ذلك كارثة لبلير". واضافت الصحيفة: "لن يعود أحد يثق به، لا في واشنطن ولا في بروكسيل، وفي الداخل سيضعف نفوذه الى حد كبير". وعنونت صحيفة "دايلي ميرور"، الصحيفة الشعبية الوحيدة التي تشن حملة على الحرب "بريطانيا تقول لبلير أنت وحيد"، وأشارت الى ان بعض البرلمانيين العماليين يضعون خطة لتنحية زعيمهم. وقال أحد العماليين للصحيفة طالباً عدم ذكر اسمه: "بلير انتهى بسبب رفضه الإصغاء الى معارضة الغالبية في حزب العمال، لشن حرب على العراق، وسترفع مذكرة احتجاج اثناء المؤتمر المقبل للحزب في الخريف، لحجب الثقة عنه".