استبعدت مانيلا أمس إجراء تدريبات مشتركة على مكافحة الإرهاب مع قوات أميركية في جزر سولو جنوب البلاد حيث يحظى مقاتلو جماعة "أبو سياف" التي تشتبه واشنطن في علاقتها بتنظيم "القاعدة"، بتأييد قوي بين سكان الجزر المسلمين. وتساعد واشنطن الفيليبين على محاربة ست جماعات ثورية مسلحة إسلامية وشيوعية بتقديم التدريب والعتاد. ويتولى جنود أميركيون تدريب وحدات فيليبينية في جزيرة مينداناو جنوب البلاد، لكن التدريبات المقرر أن تجرى في جزر سولو أثارت مخاوف في شأن سلامة الجنود وأثارت غضب السكان الذين يحتفظون بذكريات مريرة عن القمع الذي تعرضوا له على أيدي القوات الاستعمارية الأميركية قبل قرن. وأكدت الرئيسة غلوريا آرويو في مقابلة إذاعية "إننا لن نجري تدريبات في أماكن لا يرغب أهلها في إجرائها مثل سولو حيث يقولون إن الشكوك تساورهم". وأضافت: "لكن هناك أماكن أخرى وجه السكان والمسؤولون فيها دعوة رسمية لإجراء تدريبات". إلا أن العديد من المناطق البديلة تعد كذلك مراتع للعصيان المسلح. إذ يشهد إقليم كوتاباتو الشمالي في مينداناو قتالاً عنيفاً منذ شباط فبراير الماضي بعدما استولى الجنود على معقل رئيسي ل"جبهة مورو الإسلامية للتحرير" أكبر جماعة انفصالية إسلامية في الفيليبين وتضم نحو 12 ألف مقاتل. كما كانت منطقة ميندورو أوكسيدنتال وسط مسرحاً للمناوشات مع جيش الشعب الجديد الجناح المتشدد للحزب الشيوعي والذي يضم هو الآخر 12 ألف مقاتل. وحذر الناطق باسم الحزب الشيوعي غريغويو روزال هذا الأسبوع من أن الجنود الأميركيين قد يكونوا "أهدافاً مشروعة" إذا دخلوا معاقل جيش الشعب الجديد أثناء التدريبات. وأبلغ أغناسيو بوني الناطق باسم آرويو الصحافيين أن "رئيستنا مستعدة لتلقي اقتراحات... لم يكن كوتاباتو الإقليم الوحيد الذي طلب ذلك". إلى ذلك، أعلن قائد عسكري أن نحو 20 انفصالياً في "جبهة مورو الإسلامية للتحرير" قتلوا في معارك مع الجيش الفيليبيني أمس قرب مدينة بيكيت على بعد 45 كلم شرق كوتاباتو. واتهمت "جبهة مورو الإسلامية للتحرير" بالمسؤولية عن هجوم أسفر عن 21 قتيلاً و150 جريحاً الاسبوع الماضي في مطار دافاو في جزيرة مينداناو. وحضت ماليزيا وليبيا اللتان قامتا بدور وساطة في الماضي، الطرفين على ضبط النفس. ودعا سفير ليبيا في مانيلا إلى التزام الهدنة على الفور لاتاحة المجال أمام بدء مفاوضات.