مانيلا - أ ف ب، رويترز - ستجري السلطات الفيليبينية الشهر المقبل، مفاوضات سلام رسمية في دول اجنبية، مع الانفصاليين المسلمين والمتمردين الشيوعيين، كل على حدة، بحسب ما اعلنت امس الرئيسة غلوريا ارويو، الامر الذي اكدته الحركات المتمردة. وأعلن قادة جبهة مورو الاسلامية للتحرير وقفاً لاطلاق النار في اعقاب لقائهم الاسبوع الماضي في ماليزيا احد المساعدين المقربين من الرئيسة الفيليبينية وتوصلوا معه الى اتفاق على بدء المفاوضات. وأبلغت ارويو مؤتمراً صحافياً في مانيلا ان حكومتها وجبهة مورو الاسلامية للتحرير "وقعتا اتفاقاً في كوالالمبور على استئناف محادثات السلام". واكد ناطق باسم الجبهة ان ماليزيا ستقوم بدور الوسيط في المحادثات التي قد تجرى في كوالالمبور. ووافقت الرئيسة أيضاً على بدء سلسلة اخرى من المفاوضات في 27 نيسان ابريل المقبل مع المتمردين الشيوعيين، في مكان "يتفق عليه الطرفان"، يتوقع ان يكون في دولة اسكندنافية. وتعتبر الرئيسة الفيليبينية ان البحث عن تسوية سياسية يشكل الاسلوب الافضل للتوصل الى حل للثورة المزمنة التي تعصف بارخبيل الفيليبين منذ اكثر من 30 عاماً. وكان سلفها جوزيف استرادا الذي طرد من الحكم في اواخر كانون الثاني يناير الماضي تخلى عن المفاوضات ليستخدم اسلوب القوة ضد المقاتلين ال 12500 في جبهة مورو الاسلامية وال11 الفاً في الجيش الجديد للشعب، الذراع العسكرية للحزب الشيوعي الفيليبيني. وأضافت ارويو انه في انتظار المفاوضات، وافق الثوار المسلمون على وقف كل العمليات العسكرية الهجومية تماماً، مشيرة الى ان ايضاحات اخرى تتعلق بالاتفاق الاولي مع جبهة مورو الاسلامية، ستعلن اليوم لدى عودة المستشار الرئاسي لعملية السلام الجنرال المتقاعد ادواردو ارميتا من كوالالمبور. وفي الشهر الماضي، اعلنت الرئيسة الفيليبينية هدنات عسكرية من جانب واحد مع جبهة مورو للتحرير الاسلامي ومع الجيش الجديد للشعب. ومنذ 23 عاما،ً تخوض جبهة مورو الاسلامية تمرداً ضد سلطات مانيلا لاقامة دولة اسلامية مستقلة في جنوب الفيليبين البلد الذي تعتنق غالبية سكانه الكاثوليكية. ويقول الجيش الجديد للشعب ان الكفاح الشيوعي ضد الحكم الفيليبيني بدأ في 1969. وحتى الآن، اعلن المتمردون الشيوعيون هم ايضاً هدنة في بعض القطاعات، وفي المقابل جرت مواجهات متفرقة مع جبهة مورو الاسلامية في مينداناو اكبر جزيرة في جنوب الفيليبين. وقال الناطق باسم جبهة مورو عيد كابالو ان الحركة ستصدر امراً رسمياً بوقف لاطلاق النار الى مقاتليها المنتشرين في مينداناو. وأضاف ان مراقبين من منظمة المؤتمر الاسلامي قد يحضرون المفاوضات. وكانت منظمة المؤتمر الاسلامي وراء اتفاقات السلام التي وقعت في 1996 وانهت ثورة جبهة مورو للتحرير الوطني التي تخلت عن انشاء دولة مستقلة، في مقابل الحصول على حكم ذاتي اسلامي لأربعة اقاليم في جنوب الفيليبين. لكن جبهة مورو الاسلامية التي قطعت علاقاتها مع جبهة مورو للتحرير الوطني 1978 لم تكن طرفاً مشاركاً في هذا الاتفاق.