حدث سجال عنيف بين رئيس الادارة الدولية لكوسوفو ميخايل شتاينر والمدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي في مطار بريشتينا، بسبب طريقة اعتقال الألباني البارز فاتمير ليماي، ما أدى الى الغاء زيارة ديل بونتي لعاصمة الاقليم وانتقالها الى سكوبيا. والتقى شتاينر المدعية العامة في المطار، مشيراً بغضب الى ان اعتقال ليماي في سلوفينيا ونقله الى لاهاي "يمثل إهانة للإدارة الدولية في كوسوفو". وكانت ديل بونتي، رفضت إبقاء ليماي في سلوفينيا، في انتظار ان يقوم شتاينر برفقة رئيس الحكومة المحلية في كوسوفو بايرام رجيي، بإحضاره الى الاقليم للقاء عائلته ليوم واحد، ومن ثم تتولى القوات الدولية كفور تسفيره الى لاهاي. لكن المدعية العامة اتهمت شتاينر شخصياً بعدم التعاون مع محكمة لاهاي، موضحة انه لم ينفذ الطلب الذي تلقاه منذ نحو اسبوعين باعتقال ليماي، وعلى رغم ذلك سمح له بمغادرة كوسوفو برفقة هاشم ثاتشي. وازاء موقف شتاينر، زادت ديل بونتي من تشددها، وطلبت من الشرطة الدولية في كوسوفو إخضاع منزل ليماي في بريشتينا الى حراسة دائمة، وتفتيشه بحثاً عن أدلّة تتعلق بالتهم الموجهة اليه من المحكمة. وساد الاعتقاد في بلغراد، ان خلاف رئيس الادارة الدولية مع محكمة لاهاي أعمق من قضية ليماي، اذ يتعلق بتوافر معلومات عن اعتقالات أخرى ستشمل زعماء ألبان يعتقد شتاينر انها ستؤدي الى اضطرابات في الاقليم، خصوصاً ان وزير العدل الصربي فلادان باتيتش أبلغ تلفزيون بلغراد انه اطلع على لائحة اتهام بجرائم حرب تشمل 23 من ألبان كوسوفو. وعلّق برلمان كوسوفو الذي يهيمن الألبان عليه اجتماعه امس، احتجاجاً على اعتقال الألبان الأربعة بتهم جرائم حرب وتسفيرهم الى لاهاي. وتستبعد مصادر مطلعة في بلغراد ان تكون المشكلة بين الادارة الدولية ومحكمة لاهاي، انعكاساً للخلاف الألماني - الأميركي القائم حالياً، ذلك ان شتاينر ألمانياً في حين ان ديل بونتي سويسرية يمينية مؤيدة لأميركا، علماً ان الأول تعرّض لانتقادات لاذعة في الفترة الأخيرة من سياسيين في بلغراد موالين للولايات المتحدة، اذ وصفه نائب رئيس الحكومة الصربية نيبويشا تشوفيتش بأنه "تاجر أقوال مخادع، صار مفضوحاً ولا يمكن الوثوق به".