شهدت المدن الأميركية أمس، إجراءات أمنية غير مسبوقة منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، غداة رفع السلطات حال التأهب إلى مستوى "مرتفع" في أنحاء البلاد. وكُثّفت دوريات الشرطة حول المراكز التجارية والمنشآت النووية والمطارات ومبنى بورصة نيويورك، ورُفع عديد حراس المواقع الحساسة. وأعادت السلطات نشر عناصر أمنية على طول الحدود والمنافذ إلى الأراضي الأميركية، في حين أكد مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي أنه شكل غرف عمليات تعمل ليلاً ونهاراً في مكاتبه الإقليمية ال56. وكان وزير الأمن الداخلي توم ريدج أعلن مساء أول من أمس، رفع مستوى التأهب من "الأصفر" الذي يرمز إلى خطر لا يستهان به والمعمول به منذ 30 أيار مايو الماضي، إلى "البرتقالي" مرتفع، وذلك لفترة غير محددة. وجاء ذلك إثر ورود تقارير مفادها أن تنظيم "القاعدة" يواصل التخطيط لاعتداءات "أكبر أو مساوية لهجمات 11 أيلول". وقال ريدج إن "أجهزة الاستخبارات الأميركية تلقت كمية متزايدة من المعلومات من مصادر موثوق بها، تشير إلى احتمال وقوع هجمات على الأراضي الأميركية خلال فترة الأعياد وبعدها"، مشدداً على "عزم تنظيم القاعدة المتواصل على شن هجمات ضد بلادنا، قد يكون أكبر الآن من أي وقت مضى منذ 11 أيلول". وقال إن هذه المعلومات تظهر "اهتمام القاعدة المستمر في استخدام طائرات" لتنفيذ هجمات قد تكون بمستوى أو حتى أكبر من "11 أيلول". يذكر أن هذه هي المرة الخامسة التي ترفع فيها الولاياتالمتحدة حال التأهب إلى اللون البرتقالي منذ تلك الهجمات. ونقلت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الأمن الداخلي قوله إن كمية "مهمة" من المعلومات أثارت مخاوف السلطات من تخطيط "القاعدة" لهجمات كيماوية أو بيولوجية على الأراضي الأميركية. وأضاف أن "أف بي آي" يقوم بتحليل تقارير عدة عن مخطط لتنفيذ هجوم إرهابي في مكان ما داخل الولاياتالمتحدة. وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن بعض التقارير الاستخباراتية "المثيرة للقلق" أشارت إلى أن ناشطي "القاعدة" يبحثون حالياً عن ثغرات أمنية في رحلات جوية تجارية في الخارج متجهة إلى مطارات أميركية، ما يشير إلى أن التنظيم يسعى إلى إعادة سيناريو "11 أيلول"، وربما بمشاركة نسائية هذه المرة. وقالت الصحيفة إن التقارير الاستخباراتية مصدرها حوارات و"دردشة" بين إرهابيين مشتبه بهم على شبكة الانترنت. استنفار في أستراليا وفي الوقت نفسه، أعلنت السلطات الأسترالية أنها تجري مراجعة لإجراءاتها الأمنية وأصدرت تحذيرات جديدة لمواطنيها المسافرين إلى الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وأوضح كريس آليسون الناطق باسم وزير العدل: "إنه شيء نقوم بمراجعته في ضوء حالات التأهب الداخلي الأميركي، ولكن لا توجد لدينا معلومات تشير إلى ضرورة تغيير مستوى التهديد الذي نواجهه في الوقت الحالي".