اكتسب الجدل في شأن الحجاب في فرنسا بعداً دولياً امس، واصبح سبباً جديداً لتجاذب محتمل بين باريس وواشنطن، بعدما ابدت الادارة الاميركية قلقها على الحريات الدينية في فرنسا للمرة الاولى من نوعها. وأكد المسؤول عن الحريات الدينية في الخارجية الأميركية جون هانفورد ان حظر المظاهر الدينية في فرنسا "يشكل مصدر قلق مهم" للولايات المتحدة التي "تعتزم متابعة الموضوع باهتمام". راجع ص 10 وأضاف ان الولاياتالمتحدة ترى ان الحجاب وسواه من المظاهر الدينية ينبغي ان يكون متاحاً، طالما انه لا يعبر عن رغبة "بالاستفزاز" او "الترهيب". ورفضت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية سيسيل بوزو دي بورغو التعليق على هذا الكلام الاميركي، في رد فعل مرده حرص فرنسا على ابقاء علاقاتها مع الولاياتالمتحدة في اطار من الحوار البناء، بدلاً من الجدل العقيم. ولوحظ ان بريطانيا اتخذت موقفاً قريباً من الولاياتالمتحدة، اذ اشارت وزيرة الدولة البريطانية فيونا ماكتاغارت ان بلادها "فخورة بتقاليدها في مجال حرية التعبير والدين" وانه في وسع "المرأة ان ترتدي الحجاب من دون اي مشكلة في الاماكن العامة او في المدرسة". لكن الوزيرة لم تسم فرنسا بالاسم، في هذا التعليق الذي اعتبره مراقبون فرنسيون انه يرقى الى الانتقاد. ويأتي ذلك في وقت تشهد باريس غداً الاحد تظاهرة "للدفاع عن خيار الراغبات في الحجاب"، تداعت اليها طالبات في المرحلة الثانوية. وفي غضون ذلك، خصص الداعية الاسلامي الدكتور يوسف القرضاوي الجزء الأكبر من خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب للتنديد بالموقف الفرنسي ضد الحجاب. ووصف الموقف الفرنسي بأنه رجعي، مشيراً الى ان "اكبر خطأ" ان يقال ان الحجاب رمز ديني. وأوضح ان "الرمز الديني هو ما ليس له وظيفة الا الاعلان عن انتماء صاحبه الديني مثل الصليب الذي تريد من ترتديه ان تقول انا نصرانية". وأضاف ان "الحجاب له وظيفة ستر رأس المرأة ونحرها وعنقها، وحتى الرمز الديني فالانسان حر بأن يضع الصليب على صدره او لا يضعه"، وخلص الى ان "الحجاب ليس امراً اختيارياً بل أمر من الله".