عزت انتشاره إلى أحداث سبتمبر والهجوم على الإسلام أوردت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية مقالاً عن أسباب تفشي الحجاب وسط مسلمات الغرب عموماً والولاياتالمتحدة على وجه الخصوص. وحاولت الصحيفة معرفة الأسباب الحقيقية التي تدفع المسلمات الغربيات إلى ارتداء الحجاب والتمسك به. وبدأت الصحيفة بالتأكيد على أن السبب الرئيس وراء الاهتمام بالحجاب يعود إلى تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م والفضول الذي اعترى الغربيين حول الإسلام وتعاليمه الحقيقية والرغبة الجارفة في التعرف على الإسلام وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة الإقبال حول قراءة القرآن الكريم والكتب الدينية الأخرى في الدول الغربية بصورة غير مسبوقة. وتقول الصحيفة : الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان، وما صاحب هذه الحروب من خسائر بشرية ومادية جسيمة أدت إلى تسليط الضوء على الحجاب بوصفه شيئاً غير مألوف في الغرب، حسب الصحيفة. كما أن الأحداث المرتبطة بالمسلمين عموماً مثل حادثة ثكنة فورت هوود العسكرية والتي أقدم فيها ضابط مسلم على قتل 13 جندياً أمريكياً كانت أيضاً من الأسباب. وتعود الصحيفة إلى العام 2004م حينما سنت السلطات الفرنسية قانوناً يمنع النساء المسلمات من ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية وأماكن العمل العامة، وهو الأمر الذي أثار استياء المسلمين حول العالم، بوصف الحجاب أمراً خاصاً بالمرأة المسلمة لا ينبغي على الآخرين التدخل فيه. كما أنه يعني للمسلمين أكثر من أنه مجرد غطاء تضعه النساء على رؤوسهن. وأشارت الصحيفة أن كثيراً من الذين يعارضون الحجاب ويرون أنه من مظاهر قمع المرأة متأثرون بالدعاية المكثفة في وسائل الإعلام الغربية ضد الحجاب، حيث يردد من يؤججون هذه الحملة أن المرأة تأتي في بعض الدول الإسلامية في المرتبة الثانية بعد الرجل وتضطر إلى تغطية الرأس والجسد عند الخروج من البيت. واستطلعت الصحيفة آراء بعض النساء المحجبات في الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن آراء الكثيرات منهن دارت حول أن تغطية الرأس نابعة من التزام بتعاليم الدين وتلبية أوامر الله، ولا تنتقص من استقلاليتهن سواء في العمل أو البيت. وفي هذا الإطار تقول ريم أسامة وهي أم لثلاثة أطفال: الحجاب شيء تحب المرأة المسلمة أن تفعله لأنه يجعلها تشعر بأنها قريبة من الله، وأنها تفعل الصواب. وتشير امرأة محجبة أخرى – بحسب الصحيفة – إلى أن هناك أسباباً أخرى تقف وراء ارتداء المسلمات للحجاب منها أنه وسيلة لإظهار الاعتزاز بالدين والتمسك به، خاصة في الأوقات التي يتعرض فيها الإسلام للهجوم من قبل غير المسلمين كما يحدث حاليا. وتسترسل الصحيفة قائلة: من الأسباب أيضا تراجع حرية الاختيار، فبعض النساء يضعن الحجاب على رؤوسهن لتجنب مضايقات الرجال لاسيما في الأماكن المزدحمة ووسائل النقل العام. ذلك أن النظرة العامة للمحجبة هي أنها امرأة عفيفة وبالتالي ينصرف عنها المضايقون. وترى الصحيفة أن بعض الأنظمة السياسية التي يسيطر عليها الذكور تستغل الحجاب كوسيلة لفرض الأفكار، مستشهدة بحركة طالبان في أفغانستان وبعض الأنظمة القمعية الأخرى. وبالنسبة للدول الغربية فإن الحجاب يُعتبر أكثر رموز الإسلام جلاء وربما إثارة للجدل، فمن تكساس إلى باريس اكتسب الحجاب أهمية جديدة وبات محوراً للجدل في أماكن العمل والمحاكم، حتى أن بعض البرلمانات الأوروبية أخذت تناقش إمكانية حظره ومنع ارتدائه. ومن أشكال الحجاب التي تثير جدلا ساخنا في أوروبا البرقع (غطاء الوجه)، حيث يُنظر إليه على أنه يطرح العديد من المشاكل الأمنية. وتشير الصحيفة إلى أن فرنسا هي أكثر الدول الغربية تشدداً بشأن الحجاب. فبعد أن منعت – بواسطة تشريع برلماني – ارتداء المسلمات للحجاب في المدارس وأماكن العمل الحكومية، فقد قامت بسن تشريع يمنعهن من ارتداء النقاب (البرقع) في جميع أنحاء الجمهورية، وهو الأمر الذي أثار استياء الجالية الإسلامية الضخمة في فرنسا والتي تعد من أكبر الجاليات في القارة الأوروبية حيث يبلغ عدد المسلمين في فرنسا أكثر من سبعة ملايين مسلم.