تباينت المشاعر بين جمهور النادي الواحد بعد فوز الزمالك على الاهلي بهدف في ملعب القاهرة الدولي ضمن المرحلة التاسعة من مسابقة الدوري المصري لكرة القدم. "العارفون" من مناصري الزمالك خرجوا غاضبين من الفوز المحدود في ظل أكبر فرصة لتحقيق انتصار تاريخي وبعدد وافر من الاهداف على "الغريم الجريح"، في حين احتفت الغالبية فنظمت تظاهرات بيض حاشدة ملأت شوارع القاهرة. و"العارفون" من جمهور الاهلي بدوا قانعين بالهزيمة التي أبقت كرامة ناديهم مرفوعة لأنهم توقعوا خسارة ثقيلة، بينما اصيبت الاكثرية بحزن كبير بعد توالي الهزائم على فريقهم وفقدان البطولات كلها تباعاً. وفوز الزمالك هو الثامن له على التوالي في الدوري محققاً أفضل بداية له على مدى تاريخه، وارتفع رصيده الى 24 نقطة بفارق 14 نقطة عن الاهلي، وهو أكبر فارق بين الناديين منذ انطلقت المسابقة عام 1948. وعلى العكس جاءت الهزيمة الرابعة للاهلي في الدوري لتجعل بدايته الأسوأ في مسيرته في هذه المسابقة. وشهد مباراة القمة 40 ألف متفرج ملأوا الجزء المسموح من المدرجات، وأدارها طاقم حكام اسكتلندي بقيادة ستيوارت دوغال، ولم يجد أي صعوبة في التحكم بمجرياتها، لكنه فوجئ باحتجاج من لاعبي الاهلي بعد صافرة النهاية من دون سبب مفهوم. واكتسح الزمالك الشوط الأول اداء ونتيجة ومحاصرة الاهلي في نصف ملعبه، وسجل جمال حمزة هدف المباراة بعد 18 دقيقة. وأهدر حازم إمام وعبد الحليم علي وحمزة عدداً من الفرص السهلة أمام المرمى. وأبعد وائل جمعة ببراعة الكرة من على خط مرمى الاهلي، وردت العارضة هدفاً مؤكداً من علي. وتغيرت الحال تماماً في الشوط الثاني مع تراجع غير مبرر للزمالك، الأمر الذي اعطى الفرصة للاهلي للدخول في اجواء المباراة وشن الهجمات لاحراز التعادل، فلاحت فرصتان لوائل رياض ومحمد فضل. وعقب المباراة اشاد المدير الفني للزمالك البرتغالي نيلو فينغادا بأداء لاعبيه وتفوقهم الواضح في الشوط الاول، وأكد أن عدم التوفيق لازمهم لذا لم يترجموا الفرص السهلة الى اهداف. وكان للارهاق الشديد دور في هبوط المستوى النسبي لبعض اللاعبين في الشوط الثاني، وفي مقدمهم إمام وعلي وحمزة وطارق السعيد ما استوجب استبدال ثلاثي الهجوم تباعاً. ولكن مدافعي الزمالك أكدوا انهم أصحاب مستوى فني رفيع، وأبقوا الاهلي دائماً بعيداً من منطقة الخطر وسيطر الثلاثي وائل القباني ومدحت عبد الهادي وبشير التابعي على ألعاب الهواء، وهم النجوم الثلاثة الافضل في المباراة مع تامر عبد الحميد لاعب الوسط ومدافع الاهلي هادي خشبة. من جهته، رأى المدير الفني للاهلي فتحي مبروك ان فريقه تحسن نسبياً عن المباريات الماضية، واستعاد غالبية اللاعبين الروح القتالية المفقودة، ما جعله الطرف الافضل في الشوط الثاني، "ولو امتلك لاعبوه التركيز والشجاعة لقلبوا الموازين خلاله". وطلب مبروك من الجمهور والصحافة مزيداً من الصبر على اللاعبين في المرحلة المقبلة ليتمكنوا من تجاوز هذه الكبوة. يذكر ان مجلس إدارة الاهلي يقوم باتصالات لاستقدام المدرب البرتغالي مانويل جوزيه ليقود الفريق مرة أخرى.