لم تمر أي مباراة لقمة كرة القدم المصرية بين الأهلي والزمالك بالظروف التي تمر بها مباراة الليلة المقررة ضمن المرحلة التاسعة من مسابقة الدوري... ولن يجد الزمالك بطل مصر والعرب وأفريقيا والمتصدر الحالي فرصة سهلة وسانحة للإطاحة بمنافسه التقليدي وتحقيق فوز كبير مثل فرصته هذه الليلة بعدما ذهبت كل محاولات إدارة الأهلي لتأجيل المباراة لتفادي المواجهة الصعبة ادراج الرياح باصرار اتحاد الكرة على اقامتها في موعدها. ويعيش الزمالك أزهى فترات تاريخه، وهو يحمل حالياً في خزانته ألقاب بطل الدوري المصري وبطل دوري أبطال افريقيا وبطل الكأس السوبر الافريقية وبطل كأس العرب وبطل الكأس السوبر المصرية - السعودية، وهو فاز في كل مبارياته السبعة الأولى في الدوري محققاً أحسن بداية في تاريخه منذ عام 1948، ورصيده 21 نقطة يبعده 3 نقاط عن أقرب منافسيه وهو إنبي على رغم أن الأخير لعب مباراة أكثر من الزمالك. وفاز الزمالك أيضاً في مبارياته الأربع في دوري ابطال العرب على الرياض الموريتاني 2-1 و5 - صفر، وعلى الترجي التونسي 3 - صفر ومواطنه الصفاقسي 3 - 1، ويتصدر مجموعته بجدارة... واكتملت نجاحات الزمالك بانضمام 10 من لاعبيه إلى صفوف منتخب مصر الذي فاز أخيراً على جنوب أفريقيا 2 - 1 وعلى السويد 1 - صفر في القاهرة ودياً. واللقاءات الأخيرة بين الزمالك والأهلي تميل كفتها لمصلحة الزمالك الذي فاز في نهاية الدوري الماضي 3 - 1، ولم يخسر أي مباراة أمام الأهلي منذ آيار مايو 2001، كما انه لم يخسر أي مباراة أمام فريق محلي خلال عام 2003 وهو يطمح لإنهاء العام من دون أي هزيمة. وحرص مدربه البرتغالي نيلو فينغادا على إبعاد شبح الثقة الزائدة أو الغرور عن لاعبيه بعدما "أمطرتهم" الصحف بعبارات الفوز الكبير والمؤكد والمضمون، وهو تمسك في كل تصريحاته بتأكيد صعوبة المباراة وكفاية لاعبي الأهلي على رغم كبوتهم العارضة. وأعلن فينغادا مبكراً تشكيلة فريقه للمباراة من اللاعبين الذين خاضوا كل المباريات الأخيرة من دون أي تغيير، ويلعب الزمالك بطريقة 4 - 4 - 2 بالنجوم عبدالواحد السيد لحراسة المرمى - ومحمد صديق ووائل القباني وبشير التابعي وطارق السيد للدفاع - وحازم إمام ومدحت عبدالهادي وتامر عبدالحميد وطارق السعيد للوسط - وعبدالحليم علي وجمال حمزة للهجوم... ومعهم مجموعة ممتازة من البدلاء هم محمد عبدالمنصف ومحمد أبو العلا وأحمد صالح ومحمد عبدالواحد وسامح يوسف ومحمود محمود وشيكا بالا. على الجانب الآخر، يعاني الأهلي واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخه، وخرج من كأس الاتحاد الأفريقي بعد هزيمته امام رينجرز في نيجيريا صفر - 4، وتضاءلت آماله جداً في دوري ابطال العرب بعد تعادله على ملعبه مع نصر حسين داي الجزائري 1 - 1، وخسارته الثقيلة صفر - 4 من الاسماعيلي في الاسماعيلية. وهو هبط إلى المركز التاسع في الدوري خلف إنبي وحرس الحدود والترسانة وغزل المحلة والاتحاد والمصري والاسماعيلي والزمالك، وهو أسوأ مركز للأهلي طوال تاريخه في مسابقة الدوري منذ عام 1948... وخسر 3 مباريات أمام الاسماعيلي 1-2 وإنبي 1 - 2 والاتحاد 2 - 3 وتعادل مع حرس الحدود 1 - 1، ولم يعد له فرصة حقيقية في المنافسة على البطولة. وزادت في الطين بلة حال الاهتزاز الإداري في النادي والفريق، وبدأت بتمرد من اللاعبين أدى إلى قرار رادع بالاستغناء عن ابراهيم سعيد ورامي سعيد وأحمد صلاح حسني وعرضهم للبيع، وتبعها قرار الاستغناء عن المدرب البرتغالي انطونيو اوليفييرا ومساعده كارلوس سواريز وإقالتهما بعد الخسارة من الاسماعيلي، وتولى فتحي مبروك وحسام البدري وضياء السيد المسؤولية موقتاً لحين الاتفاق مع مدرب أجنبي جديد، والمفاوضات جارية وجادة مع البرتغالي مانويل جوزيه للعودة إلى قيادة الفريق. ولم ترحم الأقدار الفريق أيضاً بإصابة اللاعبين محمد شوقي وعادل مصطفى وغيابهما الطويل لشهور عدة، وعانى خالد بيبو، صاحب الرباعية الشهيرة في مرمى الزمالك قبل عامين، من تمزق في ركبته وخرج من قائمة الفريق، ولا يزال اسامة حسني متأثراً بإصابته. وتدنى مستوى غالبية النجوم وعلى رأسهم عصام الحضري حارس المرمى، وياسر رضوان وشادي محمد ومحمد عمارة ومحمد جودة والانغولي جيلبرتو. ولن يجد فتحي مبروك الذي سيلعب بطريقة 3 - 5 - 2، خيارات كثيرة امامه عند إعلان تشكيلته للمباراة، ومن المتوقع أن تضم أمير عبدالحميد عصام الحضري لحراسة المرمى - وهادي خشبة ووائل جمعة وأحمد السيد للدفاع - وسيد عبدالحفيظ ومحمود شيكو ومحمد جودة ورضا شحاتة وجيلبرتو للوسط - ومحمد فضل وأحمد بلال... ومعهم شادي محمد وياسر رضوان وعمارة ووائل رياض وعدد من الناشئين الجدد على مقاعد البدلاء. ويدير المباراة طاقم تحكيم من اسكتلندا رفض اتحاد الكرة المصري الاعلان عن اسماء افراده، وهي المرة الرابعة التي يقود فيها حكام من اسكتلندا لقاء القمة.