وجّهت "شركة إعمار العقارية"، كبرى شركات التطوير العقاري في المنطقة، دعوة مفتوحة للشركات العالمية المتخصصة في تجارة التجزئة، "للاستفادة من فرص النمو والتطور التجاري في أسواق الشرق الأوسط"، والتي توفرها إمارة دبي، المركز السياحي والتجاري الرئيسي في المنطقة. وأعلنت الشركة إطلاق مشروع "دبي مول"، أكبر مركز للتسوق في العالم، الذي يشكّل جزءاً رئيسياً من مشروع "برج دبي"، أطول برج في العالم. يُقام مشروع "دبي مول" على مساحة إجمالية تصل إلى أكثر من 9 ملايين قدم مربعة. ويشمل الرقم كل التسهيلات ومرافق الخدمات والمنشآت التابعة للمركز، باستثناء المساحة المخصصة لمشروع "برج دبي". وسيتخطى المركز، الذي تصل مساحته منفرداً إلى 5 ملايين قدم مربعة، أي ما يعادل مساحة 50 ملعب كرة قدم دولي، كل الأرقام والمساحات القياسية العالمية المسجّلة في مجال بناء مراكز التسوق. فهو أكبر من مركز "إدمونتون مول" في كندا وأكبر من "مول أوف أميركا" المقام في مدينة بلومنغتون في ولاية منيسوتا الأميركية. وقال المدير التنفيذي للمبيعات التجارية في "إعمار العقارية"، إبراهيم الهاشمي: "نتوقع أن يتوافد على دبي مول نحو 35 مليون زائر خلال العام الأول من تشغيله. كما نتوقع أن ينمو عدد الزوار بنسبة 20 إلى 30 في المئة سنوياً. ونحن ننظر إلى قطاع السياحة والأعداد المتزايدة للسياح المتوافدين على دبي على أنها أحد أهم محركات النمو الاقتصادي في الإمارة". وأضاف: "إن التخطيط السليم واتخاذ القرارات الشجاعة في إطلاق مشاريع طموحة وجريئة هما من أهم مقومات النجاح للفوز في سباق استقطاب النخبة السياحية العالمية. وسيشكل كل من دبي مول وبرج دبي نقطتي جذب رئيسيتين لما يزيد على 3.2 بليون نسمة يعيشون في الدول المحيطة بنا، والتي يقدر مجموع ناتجها المحلي الإجمالي بنحو 18.3 تريليون دولار". وسيضم "دبي مول"، الذي سيحتل مساحة ضخمة إلى جانب "برج دبي"، أقسام تسوق تشكل بمساحتها وتنوعها ما يمكن وصفه ب"مراكز تسوق في مركز". وسيضم المركز كذلك حوضاً مائياً وأنفاقاً مائية ضخمة تضم بدورها مجموعة من الأسماك والمخلوقات البحرية النادرة. وسيتمكن المتسوقون خلال زيارتهم للمركز من رؤية أسماك القرش وسمك اللخمة وهي تسبح في الحوض المائي، الذي يوفر أيضاً "مناظر رائعة" ل"برج دبي". كما سيضم المركز "أكبر سوق للذهب في العالم"، بالإضافة إلى متاجر للأزياء تقام على مساحة مليون قدم مربعة. وسيتضمن المشروع إقامة بحيرة اصطناعية ضخمة تصل مساحتها الإجمالية، بما في ذلك المرافق والتسهيلات المرفقة بها، كالحديقة والمسطحات الخضراء، إلى 4.3 مليون قدم مربعة تشكّل البحيرة منها 2.6 مليون قدم مربعة. ولضمان راحة المتسوقين، تم تزويد المركز بمواقف فسيحة وكافية للسيارات، إذ تتسع المواقف إلى أكثر من 16 ألف سيارة. وسيضم المشروع كذلك مرافق سكنية تقام على مساحة تصل إلى 2.5 مليون قدم مربعة. وستحتل المرافق التجارية الخارجية غير المشمولة في "دبي مول" والمحيطة بالبحيرة نحو 1.5 مليون قدم مربعة. ويشير عدد من المراقبين الى ان "دبي مول محاولة جريئة لتحويل إمارة دبي من عاصمة للتسوق في الشرق الأوسط إلى عاصمة للتسوق في العالم". ويُعد قرار بناء "دبي مول"، الذي بات يُطلق عليه "مركز المراكز"، كجزء من مشروع "برج دبي" الذي سيكون "أطول برج" في العالم، والذي لن يتم الكشف عن طوله الحقيقي إلا في مراحل البناء النهائية، "قراراً حكيماً"، إذ سيتمكن المعلمان بما يضمانه من خدمات فندقية ومساكن خاصة ودور عرض سينمائية ومرافق ترفيهية وغيرها من التسهيلات والخدمات من استقطاب عشرات الآلاف من الزوار يومياً. "مهرجان دبي للتسوق" يُشار الى ان النمو المتسارع والمتزايد في أعداد السياح المتوافدين على الإمارة "شكل فرصة مثالية" لتطوير وتنمية مرافق التسوق في إمارة دبي. وساهم "مهرجان دبي للتسوق" الذي يُنظم سنوياً في تجهيز الإمارة بأكثر من 40 مركز تسوق. وكنتيجة لهذه الجهود، استقبلت دبي ما يزيد على أربعة ملايين سائح العام الماضي. وتتوقع الإمارة استقبال نحو 15 مليون سائح سنوياً مع نهاية العقد الجاري. وقال الهاشمي: "تشكل السياحة جزءاً رئيسياً وعاملاً محورياً في رؤية التنمية حتى سنة 2010 التي أطلقها الفريق أول، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وزير الدفاع، والتي تعد بمثابة استراتيجية التنمية الاقتصادية الشاملة في إمارة دبي". ولفت الى ان "إعمار العقارية"، التي تقدر قيمة أصولها بنحو 22 بليون درهم، تملك عشرة مشاريع عقارية كبرى قيد الإنشاء في دبي". وسجّلت دبي في الأعوام القليلة الماضية معدلات نمو اقتصادية متسارعة في أكثر من قطاع. وساهم النمو المتواصل في تعزيز الطلب على الخدمات المختلفة. فمع تزايد التدفقات السياحية على الإمارة، أطلق مطار دبي الدولي مشروع توسعة من مرحلتين، قدرت تكاليفه بنحو 15 بليون درهم ويتوقع إنجازه سنة 2006. وتتضمن الأعمال الإنشائية ضمن المرحلة الثانية بناء مبنى ثالث للمسافرين وتحديث وتطوير مباني المسافرين الحالية، وذلك لمواجهة الطلب المتزايد من المسافرين والسياح على خدمات المطار، حيث يتوقع أن يصل عدد مستخدمي المطار إلى أكثر من 30 مليون مسافر بحلول سنة 2010. كما طلبت "طيران الإمارات"، التي تخدم 72 وجهة عالمية، 71 طائرة جديدة في حزيران يونيو الماضي، ما سيساهم في مضاعفة أسطول طائرات الناقلة بحلول 2012.