يؤكد مراقبون وعقاريون ومستثمرون ومشتغلون في عالم الاقتصاد والأعمال والمال، أن إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، تشهد نهضة عقارية قوية جداً، تنهض من جديد، ويدللون على ذلك بحجم الاستثمارات التي أعلن عنها أخيراً في مدينة دبي، سواء تلك التي بدأ العمل على تنفيذها، أو المزمع تنفيذها في القريب العاجل قبل استضافة دبي لإكسبو 2020، أو ما أعلن عنه من خلال معرض سيتي سكيب 2013م في نسخته الحالية الذي افتتح للتو، وما زالت دبي قادرة على تقديم المزيد من التسهيلات الجاذبة للمستثمر في بيئة خصبة وجاذبة ومشجعة للمستثمر العربي والأجنبي، الأمر الذي يعتبر مسألة جوهرية في تعزيز جذب الاستثمارات عموماً والاستثمارات في عالم العقار خصوصا، ومثل هذه التسهيلات تشكل حالة إغراء وجذب للمستثمر الإماراتي والخليجي والعربي والأجنبي، ويستدل على ذلك من حجم الإعلانات الكبيرة في الشوارع والطرقات والأماكن والعامة المنتشرة التي أصبحت ملفتة للأنظار، وكذلك في مختلف وسائل الإعلام، ومن حجم ما يصدر من تصريحات إعلامية حول حجم وطبيعة وآفاق الاستثمار العقاري. وأعلن رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور، رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور أن الشركة أطلقت مشروع الحبتور سيتي في قلب دبي خصوصاً لاستضافة معرض إكسبو 2020، والمشروع هو أول مشروع على القناة المائية، وأن الشركة لديها الكفاءة المالية لتمويل المشروع الذي تبلغ تكلفته 11 مليار درهم، وسينتهي أوائل 2016، متوقعاً أن يزور مدينة الحبتور 20 ألف شخص يومياً. واعتبر الحبتور هذا المشروع بأنه مشروع من الخيال تحول إلى واقع، في ظل ثقة كبيرة باقتصاد دبي وقدرته على النهوض من جديد، وتحقيق المعافاة الكاملة بعد الأزمة المالية العالمية وبسرعة لا يضاهيها أي اقتصاد آخر. ومن بين مؤشرات النهضة العقارية الجديدة والاستثمارية القوية في دبي، ما تم توقيعه بين دبي القابضة وإعمار العقارية من اتفاقية تعاون مشترك لتطوير مشروع "الخيران" المتكامل ذي الواجهة المائية الساحرة، والذي يمثل الوجه الطموح الجديد لمستقبل دبي ضمن "مدينة محمد بن راشد". وضع الأساس لبرجي دبي التوأم وهما عبارة عن برجين متعددي الاستخدامات ويشكل المشروع عند اكتماله مدينة مزودة بأحدث الخدمات التقنية التي تلبي مختلف احتياجات وتطلعات شباب الغد، ويمتد المشروع على مساحة تتجاوز 6 ملايين متر مربع، ليشكل بيئة نابضة بالحياة تمتد على مساحة أكبر بثلاث مرات من مساحة وسط مدينة دبي. ويلبي المشروع المتطلبات المتسارعة لنمط معيشة المولعين بالتقنيات الحديثة والبارعين في استخداماتها. ويتربع في وسط المشروع برجا دبي التوأم وهما عبارة عن برجين متعددي الاستخدامات، ومن المتوقع ان يصبح البرجان، من أهم وأكثر ناطحات السحاب تميزاً في العالم. ففي الوقت الذي تعزز فيه دبي موقعها الرائد كمدينة عالمية تستقبل رواد الأعمال من كافة أنحاء العالم، واستناداً إلى رؤية دبي السياحية 2020 الرامية إلى زيادة عدد السياح المتوافدين إلى المدينة ليصل إلى عشرين مليون زائر بنهاية العقد الحالي، فإنه من المهم العمل على وضع ركائز قوية للنمو وتوفير فرص استثنائية للتجارة وريادة الأعمال. وسيضع المشروع معايير جديدة لمفهوم تطوير المدن المستقبلية مع التركيز على الوسائل التقنية الحديثة، ويعتبر المشروع مجمعاً متكاملاً يوفر لقاطنيه نمط حياة استثنائي. ويشمل منطقة أعمال مركزية، ومرافق ثقافية، بالإضافة إلى الشقق السكنية والفنادق الراقية الاقتصادية، والمنشآت التعليمية ومراكز الرعاية الصحية ومركز التسوق المطل على الواجهة المائية، إلى جانب باقة واسعة من الخيارات الترفيهية. وتشكل هذه المرافق مجموعة من الأحياء المتصلة التي تحيط بها البحيرات والمساحات الخضراء البديعة. ويمتد المشروع من على ضفاف خور دبي إلى الأراضي التي تربطه بشارع الخيل مروراً برأس الخور. وبدروها كشفت شركة دايموند ديفلوبرز عن مشروعها الجديد الذي يتضمن 500 فيلا سكنية بنظام التملك الحر، إضافة إلى منازل سكنية ومنتجع سياحي ومنطقة تجارية وملاعب وحدائق خضراء ومزارع للأغذية العضوية ومراكز خدمية متكاملة ومنطقة تجارية ومدارس ومركزاً تدريبياً وقبة سماوية وقناة مائية ومضامير لممارسة الرياضات المتنوعة، ومن المتوقع أن يكون المشروع أحد أكثر المشروعات العقارية جذباً للمستثمرين في مناطق التملك الحر في الإمارة وتبلغ مساحته 46 هيكتاراً وينجز في 2016. ما يستحق الإشارة إليه، ان دبي قررت من خلال دائرة الأراضي والأملاك، أن تصبح (العقارات عابرة للقارات) وسيتحقق لها ذلك قريباً جداً ليصبح للسوق العقاري في الإمارة، (خارطة استثمارية رسمية، محلية المضمون لكنها موجهة للعالم) وتتفوق على عشرات المواقع الإلكترونية المتخصصة في التسويق العقاري محلياً وإقليمياً وعالمياً لجهة عائديتها، كونها مظلة حكومية، فضلاً عن ثرائها بالمعلومات وتسهيلها للمستثمرين اقتناص الفرص بشفافية عالية وتقنيات عرض معاصرة غير مسبوقة في الترويج لسوق عقارات الإمارة، فنجاح الخارطة في زيادة جذب المستثمرين من مختلف بقاع المعمورة يصب في صالح الاقتصاد الوطني، ويحقق في الوقت ذاته سلسلة من المكاسب، سواء للمستثمرين أنفسهم أو لشركات التطوير والوساطة العقارية أفراداً ومؤسسات وشركات. وتهدف إلى الترويج للمشاريع وجذب المستثمرين محلياً وعالمياً، مما يسهم بشكل كبير في زيادة حجم مبيعات المشاريع المدرجة، وبالتالي تطوير وتحسين القطاع العقاري في الإمارة الذي يؤثر في نمو جميع القطاعات الحيوية الأخرى. كما تستهدف الخريطة الاستثمارية العقارية المستثمرين والمطورين والجهات الحكومية المعنية بالتخطيط الحضري والبنية التحتية في دبي. وقبل أيام قليلة، افتتح سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، معرض سيتي سكيب للتطوير العقاري الذي يستضيفه مركز دبي التجاري العالمي على مدى ثلاثة أيام، وتعرض فيه مشاريع سياحية وسكنية وتجارية تصل قيمتها إلى اكثر من ستين مليار درهم. حيث شاركت كبريات الشركات في هذا المعرض الذي يعتبر فرصة للاستثمار والتسويق والترويج والعرض والتفاعل مع الشركات المحلية والعالمية والخليجية، فهناك كانت "دبي وورلد سنترال" تعرض مشاريعها التي تضم مطار آل مكتوم، ومدنا تجارية وسكنية وفنادق ومرافق خدمية ولوجستية تنفذ بالقرب من مطار آل مكتوم الواعد في منطقة جبل علي. وفي المعرض كان الإقبال كبيراً على مشروع قناة دبي المائية الذي تصل تكلفته الإجمالية إلى ما يزيد على ملياري درهم ومن المتوقع الانتهاء من إعداد وتجهيز البنية التحتية للمشروع السياحي الترفيهي السكني المميز مع نهاية عام 2017. أما جناح بلدية دبي، فهناك المشروع الإلكتروني الجديد الذي تنفذه البلدية بشأن التحول إلى "الحكومة الذكية" وإنهاء معاملات الجمهور من خلال الهاتف المحمول. وفي جناح دائرة الأراضي والأملاك بدبي، مشروعها الإلكتروني الجديد المتمثل في إعداد خارطة الكترونية تحت اسم "مكتشف الأراضي" تخدم المستثمرين الراغبين في التعرف إلى المناطق الاستثمارية في إمارة دبي ومواقعها ومساحاتها للتسهيل عليهم واختصار الجهد والوقت في الوصول إلى مبتغاهم. أما مشروع جزيرة مراسي العملاقن ففيه أكبر لعبة مدولبة في العالم ومرافق سياحية وترفيهية وحدائق وفللا ووحدات سكنية فارهة وممشى، وما إلى ذلك. وفي المعرض كانت مجموعة دبي العقارية حاضرة من خلال حزمة من المشاريع الاستثمارية، بالإضافة إلى مشروعها المشترك مع شركة إعمار، وهو "مشروع الخيران" الذي يمثل طموح دبي نحو العالمية، فهو مشروع متكامل يشمل منطقة أعمال مركزية ومرافق ثقافية وخدمية وسياحية وفنادق ووحدات سكنية راقية وغيرها تغطي جميعها مساحة من الأرض تبلغ نحو سنة ملايين متر مربع، والمشروع يستوحي تصاميمه وخصوصيته في التخطيط العمراني والهندسة المعمارية من روح خور دبي المعلم التراثي التاريخي الذي يميز مدينة دبي ماضيا وحاضرا. وهناك ايضاً مشروع نخلة ديرة الواعد الذي أعيد تخطيطه من جديد والذي سيضم فللاً سكنية فخمة وفنادق ومنتجعات سياحية وشواطئ ترفيهية وتنفذ فيه "نخيل" مشروع السوق الليلي الأول من نوعه في العالم ويضم 1500 محل تجاري تراثي وممشى بطول 11 كيلومترا وعرض ستة أمتار وغيرها من المرافق الخدمية المتطورة. وفي جناح "فالكون سيتي" للتطوير العقاري هناك فلل وأبراج سكنية وفنادق ومرافق ترفيهية وغيرها. وكان مجسم مدينة محمد بن راشد الواعدة حاضراً في المعرض، هذه المدينة التي تنفذها "ميدان" على مساحة من الأرض تقدر بخمسة وأربعين مليون متر مربع وبتكلفة تزيد على خمسة وعشرين مليار درهم، وتضم المدينة مناطق سكنية ورياضية وسياحية وتجارية ومراكز مالية وفللا وابراجا سكنية فارهة ومحمية للطيور والحيوانات ومرافق خدمية وترفيهية تلبي احتياجات كافة الأعمار والمستويات. واختتم جولته في جناح "عقارات جميرا للغولف"، وغيرها من المشروعات العقارية الجاذبة والمغرية. وقد أعرب سمو الشيخ مكتوم بن محمد، عن ارتياحه لهذا الحضور البارز للشركات والمؤسسات الوطنية في المعرض التي تعرض أحدث المشاريع في قطاع التطوير العقاري في دولة الإمارات والمنطقة عموما وفي دبي خاصة ما يؤكد عودة الأنشطة الاستثمارية في هذا القطاع الحيوي إلى مسارها الصحيح وتحمل في جعبتها العديد من المشاريع الاستثمارية الواعدة منها الجديد ومنها ما يستكمل أو ما هو قيد التخطيط والإعداد والتنفيذ. وأكد أن كل هذه المشاريع الحاضرة والمستقبلية تساهم في تعزيز اقتصادنا الوطني وتستقطب استثمارات جديدة وتساعد على إيجاد فرص عمل جديدة ومتنوعة للشباب. خارطة تفاعلية تم تصميم مشروع الخارطة الاستثمارية، بالتعاون مع شركة اسبيس إيميجينغب المتخصصة في توفير الصور من الأقمار الاصطناعية والشريك الاستراتيجي لشركة اغوغلب، وتكون الخارطة الاستثمارية الجديدة مرتبطة مع الموقع الإلكتروني لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، وتتوافق مع الأجهزة المحمولة والأجهزة اللوحية لتوفير عرض ثلاثي الأبعاد للمشروعات العقارية الحالية والمستقبلية. ويشتمل استخدام الخارطة الاستثمارية الجديدة على اختيار منطقة معينة، ويتولى التطبيق بعد ذلك الكشف عن المعالم الأساسية لتلك المنطقة، ومنها مراكز التسوق والمراكز الصحية والمؤسسات التعليمية وموقعها من المطار ومحطات المترو. وعند الوصول إلى مشروع معين، تعرض الخارطة مواصفاته وموقعه وعدد الطوابق والشقق والخدمات التي يوفرها وعدد الشقق المباعة والمتاحة للبيع. نمو العقارات توقع المدير العام لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، سلطان بن مجرن، أن تسجل عقارات دبي متوسط نمو خلال العام الجاري يبلغ نحو 52.5%. وأضاف في تصريحات على هامش معرض «سيتي سكيب غلوبال»، أن «المنظومة التشريعية التي أطلقتها دبي تهدف في المقام الأول إلى إرساء معدلات نمو مستدامة في القطاع، وتنقية القطاع من الظواهر السلبية مثل المضاربة، ليكون أكثر جذباً». وأكد أن «حركة التصرفات العقارية لم تتأثر بقرار رفع الرسوم»، مبيناً أن «إجمالي الرسوم التي حصلتها الدائرة في أول أيام التطبيق بلغت 385 مليون درهم». وأشار إلى أن «الخارطة الاستثمارية العقارية التفاعلية خطوة متقدمة بالغة الأهمية لدعم النمو في دبي من خلال تشجيع الاستثمار، لا سيما أن الخارطة تتيح المجال أمام المستثمرين لرؤية المشروعات، وتعكس مكانة دبي، وجهة استثمارية متطورة تتطلع إلى تبني التقنيات الحديثة في أنشطتها الاقتصادية وتدعم قرارات المستثمرين العقارية». وشدد على أن «المستثمرين العقاريين في دبي، حصلوا على دعم تكنولوجي مهم تمثل في إطلاق الدائرة الخارطة الاستثمارية التفاعلية الجديدة، فيما تعد هذه الخارطة تطبيقياً عصرياً ثلاثي الأبعاد». وذكر بن مجرن أن «دبي قررت أن تصبح (العقارات عابرة للقارات). «دبي للعقارات» تموّل 5 مشروعات جديدة ذاتياً أطلقت «مجموعة دبي للعقارات»، خلال مشاركتها في فعاليات «سيتي سكيب غلوبال»، خمسة مشروعات جديدة هي: «أبراج الخليج التجاري»، وفندقا «جي بي آر» و«قرية التراث»، فضلاً عن المرحلة الثانية من مشروع «مدن»، ومشروع «مرايا» السكني، و«منازل الخور»، مؤكدة أنها ستمول المشروعات الجديدة ذاتياً. وقالت المجموعة، العضو في «دبي القابضة» إن المشروع الأول يتألف من برجين توأمين شاهقين على ارتفاع 365 متراً، فيما سيتضمن أحدهما فندقاً من فئة خمس نجوم، إضافة إلى 377 شقة فندقية، وسيتكون البرج الثاني من 471 شقة وطابقاً علوياً ومنازل «بنتهاوس». وسيضم المشروع رواقاً لمتاجر التجزئة بمساحة 140 ألف قدم مربعة يربط البرجين التوأمين عبر جسر للمشاة فوق طريق الخليج التجاري رقم 1. وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة دبي للعقارات، خالد المالك، إن «أعمال التنفيذ في المشروع ستبدأ خلال عام 2014، ليدخل الخدمة في عام 2018»، مشيراً إلى أن «المشروع يوفر مساحة تجارية تقدر بنحو 40 ألف قدم مربعة». وبين أن «الطلب والعرض هما اللذان سيحددان فيما إذا كانت المجموعة ستطلق مشروعات جديدة خلال الفترة المقبلة». طرحت مجموعة «ميدان» 444 شقة فندقية للبيع في مشروعها برج «انتصار» على طريق الشيخ زايد. وأفادت في بيان لها أمس، بأن الشقق تغطي مساحة تبلغ 66 ألفاً و300 متر مربع على امتداد 37 طابقاً من المبنى الذي يتكون من 100 طابق، ومن المنتظر أن يكون من بين الأعلى في دبي. وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي ل «ميدان»، سعيد بن حميد الطاير، إن «جميع مرافق البرج تم تصميمها بعناية تامة، لتمثل النتيجة النهائية تناغماً تاماً بين جمال التصميم وسهولة المعيشة». أخيراً، لا بد من التأكيد على ان كل هذا النشاط التجاري والحيوية والاستثمارات العقارية الضخمة والمشاريع العملاقة الجديدة، تؤكد على أن مدينة دبي عادت من جديد وبقوة إلى عالم المال والاستثمار والاقتصاد عموماً وعالم العقارات خصوصاً، وما أطلق عليها "عقارات عبر القارات".