قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الاثنين ان الولاياتالمتحدة لا تبحث عن خطة للخروج من العراق، بعدما بدأت تنشر قوات أمن عراقية تم تدريبها على وجه السرعة. وأضاف ان كبار القادة أكدوا له ان المقاومة تحت السيطرة. في غضون ذلك أعد 26 نائباً ديموقراطياً مشروع قرار سيقدمونه الى الكونغرس يحض الرئيس جورج بوش على عزل رامسفيلد. وفي لقاء مع صحافيين آسيويين قال رامسفيلد ايضا ان الولاياتالمتحدة تبحث مع 14 دولة امكان ارسال قوات الى العراق، مؤكداً ان ذلك يتطلب شجاعة سياسية. وزاد ان الولاياتالمتحدة دربت ونشرت 118 ألف عراقي يعملون في اجهزة الأمن منها الشرطة ودوريات الحدود وحراس المنشآت مثل انابيب النفط. ومن المقرر ان يصل العدد الى 220 ألفاً بموجب برنامج تدريب سريع. وكان وزير الدفاع الاميركي لاحظ ان قوات الأمن العراقية ستفوق قريباً عدد القوات الاميركية 160 ألفاً في العراق وجادل بأن العراقيين يجب ان يتولوا في نهاية الأمر المسؤولية. واعلن البنتاغون الاسبوع الماضي خطة لتقليل عدد القوات الاميركية في العراق الى 105 آلاف بحلول أيار مايو المقبل. وقال رامسفيلد الاثنين "لكن دعوني أوضح ان الهدف ليس تقليل عدد القوات. ليس الأمر وضع استراتيجية للخروج فاستراتيجيتنا للخروج في العراق هي النجاح". وتساءل مشرعون اميركيون، من بينهم السناتور جون ماكين العضو الجمهوري عن ولاية اريزونا عن الحكمة من استراتيجية وزارة الدفاع للاعتماد بكثافة على قوات الأمن العراقية التي تدربت لأسابيع قليلة في مكافحة مقاومة أربكت الجيش الاميركي نفسه. وقال ماكين وهو صوت مؤثر في الكونغرس في القضايا العسكرية ان دفع القوات العراقية الى الميدان "يبعث اشارة يأس". وأضاف ان هذا يوحي بأن الأمر راجع الى هؤلاء العراقيين في ان يتغلبوا على المقاومة، وان استراتيجية الخروج من العراق اكثر اهمية من الفوز. وقال رامسفيلد انه تحدث الى الجنرال جون أبي زيد قائد القيادة المركزية واللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز القائد الميداني. واكدا "انهما يشعران بأن المشكلة في نطاق السيطرة، لكن هذا لا يعني ان ارهابياً لا يستطيع ان يهاجم في أي وقت وأي مكان ويستخدم أي تقنية". ولم يحدد رامسفيلد هوية الدول التي قال ان الولاياتالمتحدة تسعى الى الحصول على قوات منها، اضافة الى فرقتين متعددتي الجنسية موجودتين بالفعل في العراق. وقال: "أود ان أرى مزيداً من القوات من بلدان اخرى وسأقول لماذا. لأنني اعتقد بأن من المهم لبلدان اخرى ان يكون لها ارتباط بالعراق وبالنجاح في العراق". وتابع: "إدرك ان الأمر يحتاج الى شجاعة سياسية ويحتاج ايضاً الى شجاعة بدنية كي تضع الناس في العراق حيث يقتل الناس". وأعلن 26 عضوا ديموقراطيا في مجلس النواب الاثنين انهم قدموا مشروع قرار يحض الرئيس جورج بوش على عزل رامسفيلد. وقال النائب تشارلز رانجل عن نيويورك، في بيان "هذا القرار سيضفي صبغة رسمية على ما يعتقده كثير من اعضاء الكونغرس وهو ان الجنود في العراق والسياسة الخارجية الاميركية سيكونان أفضل اذا ذهب دونالد رامسفيلد". وأضاف انه يحظى حتى الان بتأييد 25 عضوا لمشروع القرار وانهم "مستعدون للوقوف ليقولوا ما يعرفه الان كثير من صانعي السياسة وهو ان الخطوة الاولى لاستعادة جنودنا الى الوطن هو اعادة دونالد رامسفيلد الى بيته". وجاء في مشروع القرار ان رامسفيلد ضلل الشعب الاميركي في تقويم سير الحرب والاحتلال، وارسل قوات الى العراق من "دون تخطيط كاف ومن دون معدات كافية" و"اظهر افتقادا الى البصيرة" في تصريحاته عن الحرب والضحايا الاميركيين. ومع الانقسام الشديد للكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون ويسعى الى ارجاء جلساته قبل نهاية تشرين الثاني نوفمبر الحالي، من المستبعد الى حد كبير عرض مشروع القرار على التصويت.