بعدما كان يحظى بشعبية واسعة، يواجه وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد حالياً مصاعب وتحديات مع ارتفاع مشاعر الاستياء من الوضع في العراق وانعكاس ذلك على استطلاعات الرأي في الولاياتالمتحدة. وعلى رغم خروج رامسفيلد من خلافه مع البيت الابيض الاسبوع الماضي بتأكيد سلطته على العراق وتأكيد المحللين ان وظيفته آمنة الا انه اصبح محل انتقاد حاد بسبب الاحتلال. وترافق ذلك مع انخفاض شعبية الرئيس الاميركي جورج بوش. وللمرة الاولى منذ هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة يصبح وضع رامسفيلد في الادارة الاميركية محل تكهنات واسعة. ويشن المعادون للحرب حملة مطالبين باستقالة وزير الدفاع من خلال نشر اعلانات على صفحات كاملة من الصحف، كما ان اعضاء بارزين في الكونغرس حضوا بوش على احكام سيطرته على السياسة العراقية. وكان رامسفيلد صرح عند سؤاله عن تراجع موقعه بأن "الحياة دولاب" يرتفع ويهبط. وكعادته ألقى باللوم على التغطية الاعلامية للوضع في العراق وقال انها السبب في الفهم السلبي المتزايد للوضع هناك، واستبعد احتمالات تقديم استقالته وقال انه سيخدم في الادارة طالما رغب الرئيس في ذلك. وعرف عن رامسفيلد، الذي كان مصارعاً ايام دراسته الجامعية، انه يشاكس الصحافيين وضباط الجيش المتقاعدين واعضاء الكونغرس ومعارضي الادارة. الا ان رغبته في القتال اختفت في الاسابيع الماضية لتحل محلها نوبات من العصبية امام المجموعة الهائلة من المشاكل التي تواجهها الولاياتالمتحدة في العراق كارتفاع عدد القتلى من الجنود الاميركيين وعدم العثور على اسلحة دمار شامل وازدياد الهجمات الارهابية والشكاوى العراقية من الاحتلال. وسجلت استطلاعات الرأي تراجعاً حاداً في رضا الشعب الاميركي عن اداء بوش منذ سقوط بغداد في نيسان ابريل الماضي. وسرب البيت الابيض بعد ذلك الى صحيفة "نيويورك تايمز" خططا بنقل الاشراف على السياسة العراقية الى مجلس الامن القومي ما أثار تكهنات بأن الادارة الاميركية تسعى الى تحجيم سلطات رامسفيلد. ولخص رسم كرتوني نشرته صحيفة "اوريغونيان" وضع رامسفيلد. فقد صور الرسام تمثالاً ضخماً له ووضع حبلاً حول عنقه بينما تشد مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس طرف الحبل، وكتب تحت التعليق "كوندي رايس تحتفل بذكرى مرور ستة اشهر على سقوط تمثال صدام". وحاولت رايس هذا الاسبوع تنقية الأجواء فأكدت ان رامسفيلد سيستمر في ادارة عمليات ما بعد الحرب في العراق، وقالت: "لأنه قام بعمل جيد ... أود ان اوضح انني مستشارة الامن القومي. ما اقوم به هو تنسيق السياسة. انا لا ادير عمليات ولا أنفذ انا انسق السياسة".