اطلق الجيش الباكستاني حملته العسكرية "الاكبر" على فلول "القاعدة" و"طالبان" في الولاية الشمالية الغربية عاصمتها بيشاور المحاذية للحدود مع افغانستان، ما اسفر عن مقتل 13 شخصاً على الاقل، وذلك غداة معلومات عن تسلل عناصر التنظيم الى المنطقة من افغانستان. وتزامن ذلك مع اشتباكات في جنوبافغانستان بين "طالبان" والقوات الاميركية والافغانية المتحالفة معها، اسفرت عن سقوط 17 قتيلاً. واعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال شوكت سلطان ان العملية التي شنها ضد فلول "القاعدة" هي "الاكبر على الاطلاق" في الولاية الخاضعة للحكم الذاتي والمتعاطفة مع التنظيمات الاصولية المناهضة للاميركيين. وقال ان "العناصر الاجنبية" التي تتسلل الى المنطقة "تسبب مشاكل للسكان المحليين". وصرح قائد العملية الميجور جنرال امير فيصل بأن 200 جندي باكستاني شاركوا فيها، مشيراً الى ان القتال بدأ في منطقة جنوب وزيرستان وهي معقل القبائل البشتونية على الحدود مع ولاية بكتيكا الافغانية. ونفى الجيش الباكستاني مشاركة قوات اجنبية في العملية، بعدما افاد سكان محليون انهم شاهدوا قوات اميركية في المنطقة. وافاد مصدر عسكري باكستاني ان إسلام آباد تلقت ليل اول من امس، معلومات تتمتع بالصدقية عن مخابئ محتملة للقاعدة في المنطقة، فتحرك الجيش بسرعة وبدأ العملية. وينتشر نحو 25 ألف جندي باكستاني في سبع من المناطق القبلية الباكستانية الواقعة على امتداد الحدود الافغانية التي يبلغ طولها 1250 كيلومتراً. وتقيم في تلك المناطق التي لا تخضع لسيطرة إسلام آباد قبائل من البشتون الذين يشكلون رأس حربة نظام "طالبان" ويؤمنون الحماية لاسامة بن لادن. وتزامن ذلك مع اعلان السلطات الباكستانية تأجيل زيارة ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الاميركي وكريستينا روكا مساعدة وزير الخارجية لإسلام آباد، لاجراء محادثات حول الحرب على الارهاب. وذكرت الخارجية الباكستانية ان الزيارة تأجلت في انتظار عودة رئيس الوزراء ظفر الله جمالي من الولاياتالمتحدة. ويذكر ان الكثير من الاعتقالات التي طاولت كوادر "القاعدة" جرت بالتزامن مع احداث دولية، خصوصاً اللقاءات التي تجمع الرئيس الباكستاني برويز مشرف مع نظيره الاميركي جورج بوش. اشتباكات في افغانستان الى ذلك، قتل 17 شخصاً خلال اشتباكات بين جنود التحالف والقوات الافغانية المتحالفة معهم، ومقاتلين من "طالبان" جنوبأفغانستان. وقال الجنرال عطا محمد وهو من القادة الحكوميين في بلدة قندهار ان عشرة من جنوده وطفلين قتلوا اول من امس، عندما هاجم 16 من مقاتلي الحركة يستقلون سيارتين، سيارة أخرى تحمل جنوداً في منطقة نيش على بعد نحو 60 كيلومتراً شمال قندهار. وأضاف ان مقاتلاً من "طالبان" قتل وأصيب آخر خلال الاشتباكات التي أحرقت فيها احدى سيارتي المهاجمين. وذكر الجنرال محمد ان القوات الافغانية و12 جندياً من القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة يتعقبون المهاجمين وانه تم احتجاز اثنين من المشتبه بهم. وقال مسؤول آخر ان أربعة على الاقل يعتقد انهم من مقاتلي "طالبان" قتلوا في منطقة نيش اول من امس، عندما أطلقت مروحيات هليكوبتر حربية من القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة النار على سيارتهم. وأوضح المسؤول من الفرع المحلي لوزارة الخارجية في سبين بولداك وهي بلدة قريبة من الحدود الباكستانية، ان المقاتلين كانوا في طريق العودة من اقليم اوروزجان المجاور بعد يوم من الاشتباكات مع القوات الافغانية هناك. وتابع ان مقاتلي "طالبان"، "هاجموا عدداً من سيارات القوات الافغانية وسرقوا قادة حكوميين محليين".