كابول، واشنطن، إسلام آباد، طهران – رويترز، أ ف ب، يو بي آي – أعلن قائد القوات الأميركية والحلف الأطلسي (ناتو) في جنوبأفغانستان اللواء نك كارتر أمس، أن الهجوم المقرر خلال الأسابيع المقبلة للقضاء على معاقل المتشددين في ولاية قندهار (جنوب) لن يكرر تدمير مدينة الفلوجة العراقية عام 2004. وقال: «سيطيح الأفغان نفسهم حركة طالبان، ولا نتوقع تكرار ما حدث في الفلوجة»، علماً أن القوات الكندية في قندهار سلمت قيادة مدينة قندهار الى الكتيبة الأميركية المجوقلة 82، تمهيداً لانسحابها الكامل من هذا البلد نهاية 2011. وفيما يرجح أن تزرع «طالبان» قندهار بالقنابل، وتترك وراءها مقاتلين للتسبب في أكبر عدد من الضحايا، وبينهم مدنيون تمهيداً لإلقاء اللوم على القوات الأجنبية، قال كارتر إنه «إذا بقيت خلايا لطالبان في المدينة فيجب أن تدفع معلومات استخبارات مستحدثة وانتشار الشرطة والأمن في الشوارع الناس إلى كشف أماكن اختباء المتشددين. وحركة التمرد في عقول الناس في نهاية المطاف، والذين يتطلعون الى بيئة أكثر أماناً واستقراراً». وأكد الكولونيل الكندي كريغ دالتون أن الجيش والشرطة الأفغانيين سيضاعفان وجودهما في قندهار هذه السنة، تمهيداً لوضع حد للتمرد. وفي طريقها للمشاركة في مؤتمر المانحين في كابول في 20 الشهر الجاري، تعود وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال الأيام المقبلة الى باكستان، من أجل الحصول على دعم في مواجهة «طالبان» ووضع مخطط لحل سياسي للحرب في أفغانستان. وتعتبر الولاياتالمتحدة التي تشجع بتحفظ «المصالحة» بين بعض المتمردين وحكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أن دور إسلام أباد في العملية «مبهم وغير شفاف»، كما صرح ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستانوباكستان أول من أمس، في حين تشكل معقلاً لقسم كبير من عناصر «طالبان» الذين يستنزفون أكثر وأكثر قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان، وفي مقدمها «شبكة حقاني» المرتبطة ب «طالبان» وتنظيم «القاعدة» وأجهزة الاستخبارات الباكستانية أيضاً. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأربعاء الماضي، بأن الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأجنبية في أفغانستان يريد تصنيف «شبكة حقاني» بأنها «إرهابية»، ما قد يتضارب مع سياسة «المصالحة». ويرى خبراء أن تحسن الأجواء أحسن بين إسلام آباد وواشنطن في الشهور الأخيرة، خصوصاً بفضل استثمارات ضخمة أقرتها الولاياتالمتحدة، فان أهداف البلدين يختلفان في أفغانستان، ورأت مديرة الدراسات في مركز «سي أس أي أس» للبحوث تيريزيتا شايفر أن «المهم بالنسبة الى الولاياتالمتحدة ألا ترتبط الحكومة الأفغانية ومن قد ينضمون إليها من طالبان بأي علاقة بالقاعدة، وألا تتحول أفغانستان مجدداً الى مركز للتنظيم. أما بالنسبة الى باكستان فالهدف الرئيس هو الحد من النفوذ الهندي في أفغانستان». وتابعت السفيرة السابقة: «من الجيد تحقيق هذا الهدف عبر قطع العلاقات مع القاعدة، لكن في سبيل الحفاظ على قدرتها على التأثير في حكومة كابول، فان باكستان مستعدة تماماً للتعامل مع عناصر طالبان الذين سيبقون على علاقة بالقاعدة». الى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال استقباله وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول في طهران، أن الأمن في أفغانستان يجب أن يحققه الشعب الأفغاني. و «هو يستطيع ذلك بالتعاون مع الحكومة عبر تعزيز الوحدة والتضامن بين مختلف طوائف الشعب الأفغاني». وزاد: «التقدم والإعمار في أفغانستان يساعدان في إرساء الأمن والاستقرار في هذا البلد والمنطقة، وإيران تعمل لتحقيق التقدم والازدهار في أفغانستان»، معتبراً أن تكثيف الجهود لإكمال البنى التحتية في أفغانستان، لا سيما في مجالات السكك الحديد والماء والكهرباء يشكل الوسيلة الأمثل لإرساء الأمن والسلام». وفي باكستان، قتل 8 مدنيين على الأقل وجرح 26 آخرون في انفجار عبوة في سوقٍ للسيارات القديمة في قرية كوكي خيل الصغيرة بمنطقة خيبر القبلية (شمال غرب) والمحاذية للحدود مع أفغانستان. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن مسؤولين كشفوا أن المنطقة تعتبر معقلاً لجماعة «عسكر طيبة» التي نفذت اعتداءات وعمليات خطف في خيبر، حيث يهاجم المتشددون الإمدادات التي تُنقل على متن شاحنات إلى القوات الغربية في أفغانستان. وفي حادث منفصل، هاجم مسلحون في بلوشستان (جنوب غرب) ست حاويات لدى نقلها وقوداً وإمدادات إلى أفغانستان وأحرقوها.