تنطلق حملة الانتخابات الرئاسية الموريتانية رسمياً اليوم، وسط تنافس قوي بين الرئيس الحالي معاوية ولد سيد أحمد الطايع وعدد من المرشحين يتقدمهم الرئيس السابق محمد خونه ولد هيدالة. ومن المقرر ان يطلق ولد الطايع حملته من مدينة النعمة في أقصى الجنوب الشرقي، والتي اعتاد الطايع ان يتحدث منها الى الموريتانيين. ولا يتحدر الرئيس المرشح من هذه المدينة، لكنها ظلت بالنسبة اليه مصدراً مهماً للدعم السياسي ومخزناً للأصوات في المناسبات الانتخابية. ويبدو ان التنافس سيكون قوياً الى درجة مقلقة لأنصار المرشح الرئيس الذي يفترض متابعو الشأن السياسي في البلد فوزه خلال الجولة الأولى من الانتخابات المقررة في 7 الشهر المقبل. ويتنافس في الانتخابات 6 مرشحين. ويعتبر ثلاثة منهم هم المقدم السابق محمد خونه ولد هيدالة وأحمد ولد داداه ومسعود بلد بلخير أهم المنافسين لولد الطايع. أما المرشحان الآخران، وبينهما امرأة هي عائشة بنت جدانه وهي شخصية غير معروفة فلا يتوقع ان يحتلا موقعاً مهماً على خريطة الانتخابات. ويستند ولد الطايع الى ما حققه خلال فترة حكمه من مشروعات انمائية واجتماعية، والى وجود ماكينة حزبية قوية تقوم اساساً على ولاءات الجماعات القبلية. ويراهن الرئيس المرشح على الاستقرار الأمني والاقتصادي، وعلى علاقات غربية قوية، خصوصاً مع الولاياتالمتحدة مكنت من انفتاح الهيئات المالية الغربية على الدولة الموريتانية. وحصول البلد خلال الاعوام الأخيرة على قدر كبير من المساعدات المالية في شكل هبات وقروض، وتخفيف للمديونية. أما الرئيس السابق محمد خونه ولد هيدالة فيقدم نفسه للموريتانيين على انه المنقذ الذي جاء لفرض التغيير. ويستند هيدالة الى تعهد بأنه لن يرشح نفسه إلا هذه المرة، والى تعهده بمراجعة الدستور بحيث لا يجدد للرئيس إلا مرة واحدة، وهذا ما يضمن في رأيه تبادل السلطة، وضمان إمكان التغيير. ويتعهد هيدالة للفقراء بتحسين أوضاعهم، والوقوف في وجه الفساد المالي. اما ولد داداه المعارض منذ عاد من منفاه العام 1991 ليرشح نفسه لانتخابات رئاسية حصل فيها على نسبة 32 في المئة، فيدافع عن الديموقراطية ويتعهد بموريتانيا عربية - افريقية خالية من الظلم. ويتحدث المرشح مسعود ولد بلخير بأصوات الأرقاء السابقين الحراطين ويتعهد بإنهاء مخلفات الرق ومضاعفاته، ويعد بموريتانيا موحدة خالية من الظلم الاجتماعي.