أعلنت الشرطة الموريتانية أنها اعتقلت مساء امس سيد أحمد ولد هيداله النجل الاكبر للرئيس الموريتاني السابق محمد خونا ولد هيداله ومرشح الرئاسة. وقالت الشرطة في بيان أن المعتقل له مشاكل مع القضاء ويقوم بتحريض الناس على العنف وأعمال التخويف ضد المواطنين. وكانت الشرطة قد اقتحمت مساء الاثنين الماضي منزل الرئيس السابق وعددا من بيوت ابرز أنصاره إضافة إلى مساجد بحثا عن أسلحة. ومن المتوقع ان تشهد موريتانيا في السابع من نوفمبر الجاري انتخابات رئاسية يشتد فيها التنافس لا سيما على الرئيس المنتهية ولايته معاوية ولد الطايع الذي يتولى زمام السلطة منذ 19 سنة وتعرض في يونيو الى محاولة انقلابية. ففي حين قاطع ابرز مرشحي المعارضة الانتخابات التي جرت في ديسمبر 1997 بسبب ما أعلنوه من عمليات تزوير، ينافس معاوية ولد طايع هذه السنة ثلاثة مرشحين رئيسيين هم رئيس الدولة السابق محمد خونا ولد هيداله (63 عاما) بين عامي 1980 و1984 ومرشح تجمع القوى الديموقراطية احمد ولد داداه (61 عاما) ومرشح المحرومين مسعود ولد بلخير (60 عاما). ويتنافس مرشحان آخران اقل اهمية هما مولاي الحسن ولد جياد (51 عاما) الذي حصل على اقل من 1% من الاصوات في الانتخابات الاخيرة ومرشحة مستقلة هي عائشة بنت جدان (43 عاما). وهي المرة الاولى التي يخوض فيها موريتاني من فئة الحراثين الشعبية السباق الى الرئاسة وكذلك المرة الاولى التي تترشح فيها امرأة للرئاسة في هذه الجمهورية. وعشية موعد الدورة الاولى من الانتخابات يتساءل الجميع ما اذا ستجري دورة ثانية اذ تعتبر المعارضة انه سيكون حينها لمرشحها جميع فرص الفوز على الرئيس المنتهية ولايته. وللفوز في الدورة الاولى يجب الحصول على الغالبية المطلقة للاصوات. وجرت الحملة الانتخابية في نواكشوط وداخل هذا البلد الصحراوي الشاسع في غرب افريقيا وسط اجواء ناشطة وحماسية ولم تتخللها حتى الان اعمال عنف لكنها موضع شكوك وتساؤلات من قبل المعارضة. وكان ولد الطايع (62 عاما) قد وصل الى السلطة اثر الانقلاب الذي وقع في ديسمبر 1984. وفاز من الدورة الاولى باول انتخابات رئاسية تعددية في يناير 1992 احتجت حينها المعارضة على نتائجها، ثم بالانتخابات التي جرت في 1997 وحصل خلالها على اكثر من 90% من الاصوات. ويؤكد المعارضون، الذين تعتبرهم السلطة مصدرا للفوضى والانفلات وعدم الاستقرار، ان وقت التغيير قد حان. وهدف المعارضة واحد في السباق الى الرئاسة وهو التخلص من ولد الطايع.