صعدت الولاياتالمتحدة لهجة خطابها حيال العراق ولم تستبعد استخدام الخيار النووي، عشية تقديم رئيس لجنة الاممالمتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش هانس بليكس والمدير العام لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي تقريرهما عن شهرين من عمليات التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق. وتستعد وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي اي لتزويد ادارة بوش "أدلة جديدة" محددة ومقنعة اكثر من السابق عن برامج الاسلحة العراقية المحظورة كي تقوي حجتها في الخطوة الاخيرة قبل شن الحرب، حسب مجلة "تايم" الصادرة اليوم. وافادت المجلة، استناداً الى مصادر استخبارية، ان ادارة بوش تعد خطاباً مهماً يعرض بتفصيل كبير كيف حصل العراق على اسلحته المحظورة. وقالت ايضاً ان عناصر من "مجموعة العمليات الخاصة" التابعة للوكالة تسللوا خلال الشهور الماضية الى داخل العراق. وتوقعت دراسة بريطانية اجراها معهد يضم مسؤولين عن شركات، ان حرباً قصيرة الامد ضد العراق ستؤدي الى هبوط سعر برميل النفط الى ما بين 10 و 20 دولاراً مقابل حوالى 30 دولاراً حالياً. واوضحت ان ذلك سيؤدي ايضاً الى ارتفاع طفيف لنمو الاقتصاد الاميركي. ورأت هذه المؤسسة ان سيناريو حرب سريعة هو الاكثر ترجيحاً. وفيما اعتبر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، في كلمة القاها في منتدى دافوس امس، ان "الاوان قد فات للتوصل الى حل دبلوماسي" للازمة بين الولاياتالمتحدةوالعراق، قال الأمين العام للبيت الابيض اندرو كارد لشبكة "ان بي سي" التلفزيونية التي سألته أمس هل تستخدم الولاياتالمتحدة ستستخدم اسلحة نووية في اطار تدخلها العسكري في العراق: "لا استبعد اي خيار، واذا كانت لدى صدام حسين النية لاستخدام اسلحة دمار شامل، فعليه ان يتوقع استخدام الولاياتالمتحدة كل الوسائل". وكانت صحيفة "لوس انجليس تايمز" نقلت عن خبير اميركي في الشؤون العسكرية قوله ان خبراء في شؤون الاستراتيجية في البنتاغون مكلفين وضع خطط حربية ضد العراق ينكبون أيضاً على درس الخيار النووي من اجل تدمير مراكز القيادة العراقية تحت الارض خصوصاً. وكتبت الصحيفة ان اللجوء الى السلاح النووي، وإن بدا امراً "ضئيل الاحتمال"، فإن مجرد كونه في عداد الخيارات المطروحة للدرس قد يؤدي الى اشتداد معارضة دول مثل فرنسا والمانيا وكذلك دول الشرق الاوسط لشن حرب على العراق. باول وبلير... شيراك وجيانغ واعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول أمس أن بلاده "مصممة" على العمل على نحو "لا يسمح باستمرار الوضع الحالي" في العراق. واعتبر في خطاب أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ان النظام العراقي "سقط في امتحان" الاعلان عن برامجه العسكرية. ولمح الى ان الوقت ضيق، وان واشنطن مستعدة للتحرك حتى من دون حلفائها الكبار. واكد ان "الولاياتالمتحدة ليست مستعجلة للانطلاق في حرب"، وانها "لا تزال تبحث عن حل سلمي للازمة، إلا انها لن تتهرب من الحرب اذا كانت الوسيلة الوحيدة للتخلص من اسلحة الدمار العراقية". وفي لندن، دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى منح المفتشين الدوليين وقتاً اطول للتأكد من مدى تعاون بغداد معهم، معتبراً أن أي دلالة إلى عدم التعاون ستكون انتهاكاً لقرار الاممالمتحدة. وقال في تصريحات إلى تلفزيون "بي بي سي": "لا أعتقد بأن معرفة هل يتعاون أم لا ستستغرق شهوراً". وأضاف بلير أنه سيستغل اجتماعه مع الرئيس جورج بوش الجمعة المقبل في كمب ديفيد "للاتفاق على الاستراتيجية الصحيحة في المستقبل والسعي إلى شرح سبب اهمية التعامل مع هذه القضية". وبحث الرئيسان الصيني جيانغ زيمين والفرنسي جاك شيراك في قضية العراق رويترز، خلال مكالمة هاتفية أمس، وناقشا "أفكاراً بشأن العمل التالي لتقرير المفتشين الذي سيتخذه مجلس الامن التابع للامم المتحدة". وقالت بكين ان جيانغ اكد ان العراق "يجب ان ينفذ قرارات مجلس الامن تنفيذاً كاملاً، ولكن في الوقت نفسه لا بد من ان تحل القضية بالسبل السياسية والديبلوماسية في اطار الاممالمتحدة". مجلس الامن وتوقعت أوساط مجلس الأمن ان يبحر تقرير بليكس والبرادعي، اليوم الاثنين، بين تقصير الحكومة العراقية في سد الفجوات في الإعلانات عن برامج الأسلحة المحظورة وتشجيع العلماء للتقدم الى الاستجواب وتسهيل تحليق الطائرات الاستخباراتية "يو 2"، وبين اندفاع الإدارة الاميركية لاعتبار التقصير العراقي "خرقاً مادياً" للقرار 1441 تترتب عليه اجراءات عسكرية. وأشارت المصادر الى ان بليكس والبرادعي يريدان استمرار الضغوط على بغداد ويدركان ان التلويح بالخيار العسكري بجدية ساهم جذرياً في عودة المفتشين وبدء التعاون العراقي، لكنهم يريدان نجاح التفتيش من دون استخدام القوة العسكرية. واستبعدت المصادر ان يقدم كبيرا المفتشين تقارير ادانة قاطعة للعراق أو رضاء كامل عليه. وتوقعت ان تتميز التقارير بالحذر لئلا تستخدم كسلاح من أي جهة. وأفادت المؤشرات بأن مجلس الأمن قد يوافق على فترة زمنية محدودة، كفرصة أخيرة للعراق، تنتهي بنهاية شباط فبراير، ليتعاون بالكامل ويُقدم المعلومات والأدلة والأثباتات بشأن مصير أسلحة الدمار الشامل التي كانت في حوزته وقال انه دمر بعضها. وفي بغداد ا ف ب، رأس صدام حسين اجتماعاً مشتركاً لمجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية لحزب البعث. وقالت وكالة الانباء العراقية الرسمية ان البحث تناول "الاوضاع السياسية والقضايا التنظيمية للحزب". واكد وزير الخارجية ناجي صبري، خلال استقباله وفدا برلمانيا ايرلندياً برئاسة السناتور مايكل كيت: "ان العراق يعمل من اجل السلام لكنه سيواجه اي عدوان ببسالة وشجاعة دفاعاً عن السيادة والكرامة في حال تنفيذ التهديدات الاميركية غير المسوغة ضد شعبه الصامد الصابر". واعلن مسؤول عراقي بارز ان المنظمات الشعبية العراقية اتخذت كل الاجراءات لاستقبال "رجال السلام" من مختلف انحاء العالم الذين تطوعوا ليكونوا دروعاً بشرية.