تستأنف الفصائل الفلسطينية الاثنا عشر اليوم حوارها الموسع الذي ترعاه القاهرة، وسط تعتيم إعلامي كبير على مكان عقد المؤتمر وأوراقه. وكان افتتاح الحوار رسمياً تأجل ساعات بعد صلاة الجمعة لإعطاء فرصة لمشاورات والمداولات. وافتتح رئيس الاستخبارات المصرية السيد عمر سليمان الاجتماع بكلمة عن أهدافه، خصوصاً لجهة وحدة الصف الفلسطيني، تبعتها كلمات رؤساء الوفود المشاركة. ويبدأ الحوار بين الفصائل ومع الجانب المصري اليوم لمناقشة "الورقة المصرية" التي تهدف الى تقريب وجهات النظر بين الفصائل والاتفاق على برنامج عمل موحد لضمان وحدة الصف الفلسطيني والتأكيد على شرعية المقاومة مع طرح هدنة موقتة قد تصل الى عام لإعطاء فرصة للسلطة الوطنية الفلسطينية للتعاطي مع المبادرات والخطط السلمية المطروحة والتأكيد على مشاركة جميع الفصائل في اتخاذ القرار الفلسطيني. يذكر أن وفود الفصائل الفلسطينية المشاركة في الحوار هي "فتح" برئاسة امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" برئاسة الدكتور ماهر الطاهر، و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" برئاسة الدكتور طلال ناجي، و"الصاعقة" برئاسة سامي قنديل، و"الجهاد" برئاسة زياد نخالة، و"حماس" برئاسة الدكتور خالد مشعل، و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" برئاسة فهد سليمان، و"النضال الشعبي" برئاسة سمير غوشة، وحزب "الشعب" برئاسة بسام الصالحي، و"فدا" برئاسة صالح رأفت، و"جبهة التحرير الفلسطينية" برئاسة بلال قاسم، و"الجبهة العربية الفلسطينية" برئاسة جميل شحادة. وأمضى رؤساء وأعضاء الوفود اليومين الماضيين في مداولات ومناقشات جانبية هدفت، حسب مصادر "الحياة"، الى بلورة جدول أعمال الحوار الموسع الذي من المتوقع أن يستمر حتى الاثنين المقبل. وقال عضو وفد "حماس" اسامة حمدان ل "الحياة" إن الحركة ليست قلقة من جدول الأعمال أو أي فكرة تطرأ على الاجتماع، معرباً عن شعوره بجدية الأطراف في السعي الى تحقيق حوار فلسطيني يستهدف المصلحة العليا. واتفق الطاهر مع التوجه نفسه، معترفاً بوجود خلافات عميقة بين الفصائل والسلطة الوطنية. وكشف أن ورقة الجبهة المقدمة الى الحوار تدعو الى قيادة وطنية موحدة وجماعية بحيث تشارك القوى الفلسطينية في القرار من دون استئثار وانفراد جبهة واحدة. وأكد أن حوار القاهرة فرصة ثمينة لم تحصل منذ سنوات طويلة حيث تلتقي القوى الاسلامية والوطنية مع امكان انخراط هذه القوى في اطار منظمة التحرير الفلسطينية، وأعرب عن أمله في أن يتوصل الحوار الى اتفاق شامل. من جهة اخرى، دعا الطاهر منظمات حقوق الانسان الى التدخل لدى اسرائيل للإفراج الفوري عن عبلة سعدات، زوجة الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد سعدات، والتي اعتقلتها اجهزة الأمن ادارياً لمدة اربعة اشهر وكانت في سبيلها الى السفر الى البرازيل.