بات مصير الحوار بين الفصائل والقوى الفلسطينية الذي دعت اليه مصر وكان مقرراً أن يبدأ اليوم في القاهرة مجهولاً بعدما امتنعت حركتا "حماس" و"الجهاد" الاسلاميتان عن الحضور الى العاصمة المصرية احتجاجاً على عدم دعوة فصائل فلسطينية للمشاركة. وأعلنت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" على لسان رئيس وفدها الدكتور ماهر الطاهر انها ستتبنى الموقف نفسه اذا لم تدع فصائل يتعين أن تشارك في الحوار ايضاً. وقال الطاهر ل"الحياة" إنه التقى امس مسؤولين مصريين يشرفون على الحوار وناقش معهم أسباب غياب ممثلين عن فصائل فلسطينية فأوضحوا له أن القاهرة لم تمانع في دعوة أي فصيل وانها ترحب بمشاركة شاملة ما دامت تلك رغبة فلسطينية. وتلقت "الحياة" في القاهرة بياناً اصدرته حركتا "حماس" و"الجهاد" حمل عنوان "بيان مشترك حول الحوار الفلسطيني - الفلسطيني في القاهرة"، وصف الدعوة المصرية للحوار بأنها "كريمة"، لكنه لفت الى أن الدعوة "كانت للمشاركة في حوار فلسطيني شامل"، مشيراً الى أن الحركتين "رحبتا بالحوار". وقال البيان "في ضوء ان الدعوات للحوار اقتصرت على عدد من الفصائل في الساحة الفلسطينية من دون أخرى خصوصاً من تحالف القوى الفلسطينية وهو ما يجعل الحوار جزئياً وليس شاملاً فإننا أبلغنا الإخوة المسؤولين في مصر الشقيقة تمسكنا بضرورة أن يكون الحوار الفلسطيني شاملاً جميع القوى". وثمن البيان الجهود المصرية لكنه شدد على أن الحركتين تصران على "صيغة الحوار الشامل"، مؤكداً تمسكهما "بخيار المقاومة". وحتى مساء أمس وصلت إلى القاهرة وفود "فتح" برئاسة محمود عباس أبو مازن وعضوية كل من زكريا الآغا وصخر حبش ومحمد غنيم و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" برئاسة الدكتور ماهر الطاهر ومعه أبو علي حسن وأبو احمد فؤاد و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" برئاسة فهد سليمان و"حزب الشعب" برئاسة بسام الصالحي و"جبهة تحرير فلسطين" برئاسة بلال قاسم. وعلمت "الحياة" أن الخلاف حول المشاركة في الحوار جاء لكون الدعوة لم توجه الى ستة فصائل من أصل ثمانية أعضاء في "تحالف القوى الفلسطينية" هي: "الصاعقة"، و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"، و"فتح الانتفاضة"، و"جبهة النضال الشعبي"، و"جبهة التحرير الفلسطينية"، و"الحزب الشيوعي الثوري". وأكدت مصادر فلسطينية في القاهرة ل"الحياة" امكان تدارك الأمر في ظل وجود فصائل عدة في العاصمة المصرية حالياً على رأسها "فتح"، وأشارت الى أن القاهرة قد تسارع، من اجل انقاذ الموقف، الى دعوة الفصائل الأخرى. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن المسؤولين المصريين لم يتعمدوا تغييب أحد، وأشارت الى أن المؤتمر قد يتأخر يوماً أو يومين.