بدأ في القاهرة امس حوار بين مسؤولين في الحكومة المصرية ووفد يمثل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" فيما تبدأ في غضون اليومين المقبلين جلسة جديدة من الحوار بين حركة "فتح" و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس تعقبها جلسة حوار بين الحكومة المصرية ووفد يمثل "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" قد يرأسه الامين العام للجبهة نايف حواتمة. ويشرف على ادارة الحوار مع القوى الفلسطينية الخمس التي تنفذ عمليات فدائية ضد اهداف اسرائيلية في الاراضي الفلسطينية وداخل اسرائيل اللواء عمر سليمان مدير الاستخبارات المصرية. وقال قياديان بارزان في الجبهتين "الشعبية" و"الديموقراطية" ان حوارات القاهرة يجب ان تشكل مقدمة لانطلاق حوار وطني فلسطيني شامل ينبثق عنه اتفاق مشترك في شأن برنامج سياسي وكفاحي موحد وتشكيل ما بات يُعرف باسم "القيادة الوطنية الموحدة" التي من المرجح في حال تشكيلها من الامناء العامين ورؤساء الاحزاب وشخصيات وطنية، ان تحدد اشكال النضال الفلسطيني ومكان تنفيذه. ويتكون وفد "الشعبية" الذي وصل الى القاهرة الاربعاء من مسؤول الجبهة في الخارج ماهر الطاهر الذي يرأس الوفد، وعضوية ابو احمد فؤاد وابو علي حسن وهم جميعاً اعضاء في المكتب السياسي للجبهة. وقال جميل مجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة في غزة امس ل"الحياة": "ان الوفد وصل الى القاهرة بناء على دعوة من الحكومة المصرية". وشدد على ان وفد الجبهة الذي يمثل الداخل والخارج "سيؤكد على التمسك بالثوابت والاجماع الوطني المتمثل في رحيل الاحتلال واقامة الدولة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين الى ديارهم". اما في الشأن الداخلي، فقال ان الوفد سيشدد على ضرورة ان يعقب هذا الحوار حوار وطني فلسطيني شامل يؤسس لاعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وفق انتخابات حرة، واعادة بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية على اسس ديموقراطية بعيداً عن اتفاقات اوسلو"، مضيفاً: "انه سيتم التأكيد ايضاً على حق شعبنا في المقاومة". واضاف مجدلاوي ان قضية الامين العام للجبهة احمد سعدات وطلب الافراج عنه "دائماً حاضرة في كل اللقاءات العربية والاقليمية، ومن قبل كل القوى الفلسطينية والعربية، وبالتأكيد سيكون موضوع سعدات حاضراً في الحوار مع الاخوة المصريين ايضاً". من جانبه، اكد رمزي رباح عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الديموقراطية" ل"الحياة" ان الحوار بين الحكومة المصرية والجبهة سيبدأ في غضون الايام القليلة المقبلة. ومن المحتمل ان يرأس وفد الجبهة امينها العام نايف حواتمة الذي ابدى رغبة في الحوار. الا ان رباح قال ان الوفد لم يتم تشكيله بعد. وضم رباح صوته الى صوت مجدلاوي بضرورة الافراج عن سعدات "لتوفير المناخ لانجاح الحوار الوطني الشامل". واعتبر ان الحوار يجب ان يؤدي الى "التوصل الى برنامج سياسي نتوجه به الى العالم واسرائيل ايضاً لاجراء التغيير المطلوب باتجاه السلام واستحقاقاته على اساس انهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وشعار دولتين لشعبين". وشدد على ان تكون حوارات القاهرة "مقدمة لحوار وطني شامل بين جميع القوى الفلسطينية وعلى ارضية الحوارات السابقة في رام اللهوغزة، خصوصاً وثيقة الخامس من آب اغسطس التي تشكل ارضية واقعية لتنظيم الحوار الفلسطيني للوصول الى استراتيجية سياسية وكفاحية مشتركة".