صار في حكم المؤكد أن يبدأ الحوار الموسع بين الفصائل الفلسطينية الذي دعت اليه القاهرة مساء اليوم بعدما تجاوز المسؤولون في مصر أزمة كادت تطيحه. وقالت مصادر سياسية في العاصمة المصرية إن الحوار سينطلق اليوم كما كان مخططاً من قبل ومن دون تحديد سقف زمني له، وستعرض خلاله "الورقة المصرية" و"أوراق" من الفصائل. وكانت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"حركة الجهاد الاسلامي" قالتا انهما لن تشاركا بسبب عدم دعوة كل الفصائل واستبعاد ستة من أصل ثمانية في تحالف القوى الفلسطينية. وسارعت القاهرة بتوجيه الدعوة لهذه الفصائل، مؤكدة أنها لم تقصد تغييب أحد. وأكدت مصادر "حماس" ل"الحياة" أن وفداً رفيع المستوى من الحركة سيحضر وقالت إنها تعلم أن وفداً من "الجهاد" سيشارك ايضاً بعد زوال اسباب الامتناع. واعتبرت مصادر "حماس" ان الاجتماع الموسع مؤهل لكي يتوصل الى اتفاق يكون هدفه الاساسي حماية الوضع الفلسطيني، وقالت: "ليست لدينا اية مشاكل في الأفكار المطروحة" و"سنناقشها بجدية أملاً بأن نصل جميعاً الى اتفاق". وكشفت مصادر فلسطينية في القاهرة أن "الورقة المصرية" هي "مسودة افكار" باعتبارها "قواسم مشتركة" بين هذه الفصائل بلورتها القاهرة خلال الحوارات السابقة التي بدأت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وتقترح القاهرة هدنة موقتة ومعلنة قد تصل الى عام تلتزم الفصائل المختلفة بمقتضاها وقف العمليات واللجوء الى خيارات اخرى للمقاومة ما يبطل الحجج الاسرائيلية ويتيح الفرصة للسلطة الوطنية لخلق المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات بمساعدة اللجنة الرباعية الدولية. وشرح رئيس وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور ماهر الطاهر ل"الحياة" ان اتصالات عدة تمت لتجاوز ازمة اعتذار "حماس" و"الجهاد" ادت بمبادرة القاهرة الى توجيه الدعوة الى بقية الفصائل فصائل منظمة التحرير والقوى الاسلامية. وأشار الى "الورقة المصرية"، موضحاً أن هناك أوراق عمل من الفصائل. وقال ان "ورقة الجبهة الشعبية تتضمن رؤيتنا لتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة ووضع برنامج سياسي والتشديد على تشكيل قيادة وطنية موحدة -جماعية يكون من مهماتها دراسة استراتيجية العمل النضالي".