سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفلسطينيون اعتبروا حديثه عن إمكان تحقيق تسوية معهم "هراء" للتغطية على "إرهاب الدولة". أوساط عسكرية إسرائيلية تستهجن حديث شارون عن سعي ليبيا لامتلاك قدرات نووية وأسلحة دمار شامل
الناصرة - "الحياة" - استهجنت أوساط رفيعة المستوى في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تصريحات رئيس الحكومة ارييل شارون حول سعي ليبيا لامتلاك قدرات نووية وأسلحة دمار شامل، ونقلت اذاعة الجيش عنها قولها إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "لم تلاحظ في الفترة الأخيرة أي تطور دراماتيكي في المجال النووي الليبي". على صعيد آخر، اعتبر مسؤولون فلسطينيون حديث شارون عن إمكان تحقيق انفراج مع الفلسطينيين "هراء". وكانت وسائل الإعلام العبرية نشرت مقتطفات من مقابلات أجرتها مع شارون لمناسبة حلول رأس السنة العبرية غداً السبت تناولت طيفاً من المسائل رأى رئيس الحكومة الإسرائيلية أن أبرزها ما وصفه بالمخاطر الاقليمية المحدقة بالدولة العبرية. ولم يخل حديث شارون من التلميح لنجاح إسرائيل في حسم معركتها ضد "الإرهاب الفلسطيني" لمصلحتها، إذ تحدث إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" ليقول إن شخصية فلسطينية رفيعة المستوى طلبت منه استئناف المفاوضات السياسية، وليضيف للتلفزيون الإسرائيلي انه متفائل بإمكان تحقيق اختراق وانفراج على المسار التفاوضي الفلسطيني "مع فلسطينيين توصلوا إلى الاستنتاج انهم لن يحققوا شيئاً عبر الإرهاب". مستدركاً أن "التوصل إلى تسوية سياسية لن يكون سهلاً أو يسيراً لكن الاحتمال قائم". واعتبر وزير العمل الفلسطيني غسان الخطيب حديث شارون "هراء هدفه خداع الرأي العالمي والتغطية على إرهاب الدولة الذي تمارسه حكومته". وفي موازاة ثقة شارون بتحقيق التسوية التي يطمح إليها مع الفلسطينيين، وحيال قناعته أن الضربة العسكرية الأميركية للعراق ستنفذ عاجلاً أم آجلاً وسط رغبة إسرائيلية غير خفية باستعجالها، وسّع شارون دائرة الدول التي يرى أنها تهدد كيان الدولة العبرية حين تطرق إلى الخطر الذي تشكله ليبيا من خلال سعيها، حسب قوله، للتزود بقدرات نووية وأسلحة دمار شامل "على نحو يجعل منها دولة خطيرة، أكثر مما تصورنا وربما أول دولة معادية تمتلك أسلحة كهذه". وزعم ان ليبيا تعكف منذ فترة على الحصول على هذه الأسلحة أو تطويرها وان خبراء عراقيين يقومون بعملية الانتاج "فضلاً عن دعم مادي سعودي ومساعدة من كوريا الشمالية وباكستان". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر سياسية مطلعة في تل أبيب تأكيدها أن ثمة معلومات أكيدة وصلت إلى إسرائيل منذ فترة تؤكد جهود ليبيا للتسلح، وأن الأميركيين أبلغوا الإسرائيليين أن ليبيا تتقدم بخطى كبيرة، وقد تسبق العراق وتلحق بإيران، نحو التسلح النووي. وتابعت هذه المصادر ان الولاياتالمتحدة تبدي قلقاً واضحاً من هذه الجهود الليبية وان "ثمة حاجة ملحة لمعالجة التهديد الجدي على إسرائيل". واتهم النائب الاسبق لوزير الدفاع وزير المواصلات الحالي افرايم سنيه ليبيا بمحاولة شراء قنبلة نووية جاهزة لتختصر الوقت الذي يحتاجه انتاج قدرات نووية، مضيفاً ان أجهزة الأمن الإسرائيلية تراقب منذ وقت طويل الجهود الليبية في هذا الاتجاه. وقال وزير الأمن الداخلي عوزي لنداو إن أقول رئيس حكومته عن الجهود الليبية للتسلح النووي لم تفاجئه، وان إسرائيل انتبهت دائماً إلى التهديد على وجودها ليس عراقياً فقط "فنحن نعيش في الشرق الأوسط الذي تسعى دول كثيرة فيه للحصول على أسلحة الدمار الشامل". وناشد دول أوروبا دعم مساعي الولاياتالمتحدة في حربها على الإرهاب، لأن خطر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة سيطالها أيضاً. وأضاف متحدثاً إلى الإذاعة العبرية ان إسرائيل مستعدة تماماً لمواجهة أي طارئ، وأنها تملك اليوم قدرات أفضل بكثير مما توافر لديها ابان حرب الخليج الأولى "وفي حال اقحامنا في الحرب ينبغي علينا أن ننهيها بأن يدفع المعتدي ثمناً باهظاً يردع كل من يفكر بمحاربة إسرائيل". ودعا رئيس مجلس الأمن القومي الجنرال عوزي ديان الحكومة إلى استغلال الحرب العالمية التي تقودها الولاياتالمتحدة على الإرهاب "سياسياً وعسكرياً". وقال إن هناك أربع دول تسعى لامتلاك قدرات غير تقليدية وتعلن على الملأ أنها ترى في إسرائيل عدواً وهدفاً، والمقصود العراق وإيران وسورية وليبيا. وأضاف انه يمكن احباط مساعي هذه الدول سياسياً "في موازاة مواصلة استعداداتنا العسكرية اللازمة لإحباط الخطر من هذه الأسلحة ووضع الخيارات العسكرية اللازمة".