اتفق المعلقون الاسرائيليون للشؤون العسكرية في سعيهم لسبر غور التطورات المتوقعة في الفترة القريبة على ان التصعيد العسكري آت لا محالة. فاسرائيل اعلنت مواصلتها سياسة الاغتيالات متوقعة في الوقت ذاته رداً فلسطينياً عنيفاً يتمثل بعمليات انتحارية داخل مدنها تستخدمها حكومة ارييل شارون بمثابة غطاء لعدوان عسكري شامل، اعدت له منذ فترة ضد السلطة الفلسطينية. كما يتفق اولئك المعلّقون على ان التصعيد قد لا يقود الى حرب شاملة في المنطقة. ويتوقع المعلّق في "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان ان يكون شهر آب اغسطس الجاري شهراً اسود كما يتوقع "تزايد العمليات الانتحارية" ودخول المنطقة الى حلبة "مصارعة حرة" وتوتر شديد على حدود اسرائيل ولا سيما الحدود مع لبنان حيث يتوقع ان يبادر "حزب الله" الى التصعيد "وفي هذه الحال تتعزز احتمالات دخول سورية ولبنان صورة المواجهة". حدود التصعيد من جهته رأى المعلّق في الاذاعة والتلفزيون العبريين ان المنطقة دخلت مرحلة التعايش مع النزاع من دون تصعيده الى الحدود القصوى التي تؤدي الى حرب شاملة. وزاد ان ثمة موافقة بالصمت بين اطراف النزاع والولايات المتحدة على عدم البحث حالياً عن حل سياسي على ان تكون الادارة الاميركية مهتمة في ان تبقى المواجهات بين اسرائيل والفلسطينيين في حدود معقولة "وعندما يزيدها احد الطرفين تقوم الادارة الاميركية بالشجب والزجر الكلامي" واضاف ان الوضع الراهن سيستمر مدة طويلة. الى ذلك، دللت تصريحات جديدة لوزير الخارجية شمعون بيريز للاذاعة العبرية امس، على تقسيم الادوار بينه وبين رئيس الحكومة ارييل شارون. ففي حين يواصل الاخير تصريحاته العدوانية المتغطرسة وتهديده الفلسطينيين بمزيد من سفك دمائهم، يسعى بيريز الى تلميع صورة اسرائيل على الساحة الدولية معترفاً بأن تصريحات شارون ورئيس الاركان شاؤول موفاز ضد شخص الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لم تسجل نقاطاً لمصلحة الموقف الاسرائيلي. ودعا بيريز الى "الفصل" بين الرئيس الفلسطيني والسلطة الفلسطينية وبين "الارهاب". ويبدو انه نجح في اقناع شارون وموفاز بالكف عن اعتبار ياسر عرفات "ارهابياً" ولو لفظياً "لان العالم لن يؤيدنا في هذا الموقف" وتركيز الحملة الاعلامية على ادانة الارهاب ومحاربته "وسنلقى التأييد الدولي الواسع لذلك". ويقول مراقبون ان بيريز باقتراحه هذا وبدهائه المعروف يريد حشر الرئيس الفلسطيني سياسياً في الزاوية وارغامه على قبول احد الخيارات الصعبة التي تطرحها اسرائيل والبدء في مفاوضات تحول دون تدويل الازمة. وجدد بيريز قوله ان لا خيار امام اسرائيل للتفاوض مع زعيم فلسطيني بديل "وعرفات هو الشريك، مع كل مساوئه، والبديل لن يكون افضل". وسعى بيريز امس الى تبرير عمليات الاغتيال الاسرائيلية ضد القياديين الفلسطينيين رافضاً كلمة "تصفية" التي تستخدمها وسائل الاعلام الاسرائيلية وقال للاذاعة العبرية ان "اسرائيل ليست دولة مافيا تلجأ الى هذا النوع من الممارسات". وابتدع المسؤولون الاسرائيليون كلمة "اعتراض" للاشارة الى اغتيال القادة والنشطاء الفلسطينيين.