شهدت لندن أمس اكبر تظاهرة معادية للحرب في اوروبا منذ عقود، شارك فيها نحو مئتي ألف متظاهر من جنسيات مختلفة، بدعوة من "الرابطة الاسلامية في بريطانيا" و"الائتلاف لانهاء الحرب". وشارك في التظاهرة الكثير من الاحزاب والتجمعات البريطانية والاجنبية الذين عبروا عن رفضهم لشن حرب على العراق ومعربين عن تأييدهم الشعب الفلسطيني وإدانتهم جرائم الاحتلال الاسرائيلي. وتضاربت الانباء عن العدد الذي شارك في التظاهرة، في حين قدره منظموها بمئتين وخمسين الفاً ذكرت الشرطة ان العدد لم يتجاوز ال 50 الفاً. ولوحظ ان اكثر من 60 في المئة من المتظاهرين كانوا من اصل انكليزي، كما شارك في التظاهرة ممثلو الجمعيات الاسكتلندية والايرلندية ونقابات العمال البريطانية، بالاضافة الى العديد من الاحزاب اليسارية. وسار في التظاهرة عرب من مختلف الاقطار العربية، ورفرفت الاعلام الفلسطينيةوالعراقية والسعودية والمصرية، اضافة الى اعلام "حزب الله" التي رفعها انصار الحزب مرددين هتافات تأييداً للشعب الفلسطيني. وبدأت المسيرة من منطقة "انبانكمنت" على الضفة الشمالية لنهر التايمز باتجاه مقر رئاسة الوزراء البريطانية مروراً بالبرلمان، لتنتهي في حديقة هايد بارك وسط العاصمة البريطانية. وشاركت شخصيات بريطانية وعربية بارزة فى التظاهرة وألقى بعضها كلمات تنديد بالحرب ضد العراق، مثل النائب العمالي السابق توني بن وكين ليفينغستون عمدة لندن وسكوت ريتر العضو السابق في لجنة التفتيش التابعة للامم المتحدة. ورفع المتظاهرون شعاري "لا تشنوا هجوماً على العراق" و"الحرية لفلسطين"، فيما دوت في شوارع لندن هتافات "لا لحرب من اجل النفط" و"لا للحرب، لا للحصار، لا لنظام صدام الفاشي" و"اوقفوا جرائم شارون ضد اطفال فلسطين" و"لا تهاجموا العراق" و"أنهوا الاحتلال الاسرائيلي". وشاركت المعارضة العراقية بلافتات كتبت عليها: "المعارضة العراقية ضد الحرب". وفي روما أ ف ب تظاهر عشرات الالاف من الاشخاص أمس تلبية لدعوة من "حزب التجدد" الشيوعي تعبيراً عن رفضهم الحرب ضد العراق. وفي القاهرة، احتشد ما يزيد على ألف مصري من معارضي الحرب ضد العراق ومن مؤيدي الانتفاضة الفلسطينية مرددين الهتافات المعادية ضد الولاياتالمتحدة واسرائيل ومطالبين القادة العرب بمواقف "أكثر فاعلية" ضد "المخططات الاميركية". وحمل المتظاهرون المنتمون لكل الوان الطيف السياسي في البلاد أعلام فلسطينوالعراق ولافتات كُتب عليها "اليوم العراقوفلسطين وغداً مصر" و"قاطعوا البضائع الاميركية" ورددوا هتافات تندد بالسياسات العربية الرسمية ومعادية لاسرائيل واميركا ومنددة بمعاهدات السلام الموقعة بين بلدان عربية والدولة العبرية وطالبوا بالغاء هذه الاتفاقات. وتوجه وفد من 30 شخصاً ضم قادة الاحزاب واللجان الشعبية والنقابات الى مقر الجامعة العربية حيث سلموا الأمين العام عمرو موسى رسالة تطالب بعقد قمة عربية طارئة لإعلان برنامج من اربع نقاط: كسر الحصار المفروض على الشعب العراقي والاعلان الرسمي عن دعم كفاح الشعب الفلسطيني وحقه بكل الوسائل في مقاومة الاحتلال وتأكيد قرارات القمة الاخيرة بوقف الاتصالات مع الكيان الصهيوني وان تتبنى الجامعة عقد مؤتمر شعبي للجان العربية الداعمة للانتفاضة.