في مواجهة العجزالعربي على الصعيد الرسمي عن التصدي للمخطط الأمريكي البريطاني الصهيوني لضرب العراق كبداية لتقسيم جديد للمنطقة العربية ونهب ثرواتها بدأ الشارع العربي يصحو من سباته ويتحرك.. فقد نظمت القوى السياسية والاحزاب والنقابات المهنية واللجان الشعبية لدعم الشعبين الفلسطينيوالعراقي مظاهرة امام جامعة القاهرة للتنديد بالعدوان الامريكي البريطاني الوشيك على الشعب العراقي والمذابح الاسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. ردد المتظاهرون الهتافات المعادية للولايات المتحدة وبريطانيا ومخططاتهما العدوانية ضد الشعب العراقي والمنطقة العربية مطالبين بانهاء الوجود الاجنبي في المنطقة العربية واتخاذ موقف عربي حاسم وموحد لمساندة العراقوفلسطين وطالبوا بعدم السماح بمرور السفن الامريكية والبريطانية في قناة السويس واحياء المقاطعة لجميع السلع الامريكية والبريطانية والصهيونية. كما طالبوا بطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة مرددين الهتافات المنددة باستمرار العلاقات بين القاهرة وتل ابيب رغم المجازر الصهيونية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. رفع المتظاهرون الاعلام الفلسطينيةوالعراقية وصور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مرددين مقولته الخالدة بأن ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. واتهمت اللجان الشعبية المصرية النظام الرسمي العربي بالعجز عن حماية العراق ومنع الضربة الامريكية مشيرة إلى ان الحكومات العربية كانت قادرة على ذلك لو اجتمعت على أفعال سلبية مثل الرفض السياسي سراً وعلناً لهذا العدوان والامتناع عن اية تسهيلات برية او بحرية او جوية لقوات العدو. ودعت اللجان في بيان لها تحت شعار الطريق إلى القدس يمر عبر بغداد قوى المقاومة والانتفاضة في فلسطين إلى التوحد تحت راية الصمود وفي اطار الديمقراطية من اجل الحقوق الوطنية والقومية التاريخية للشعب الفلسطيني مؤكدة ان ذلك يمثل البداية الصحيحة لاية استراتيجية مرحلية او طويلة المدى من اجل التحرير. وأكد الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس ان المظاهرة رمز طبيعي لشعب مصر الذي يرفض ضرب العراق وتمنى ان تكون هناك مظاهرة حقيقية للتعبير عن ضمير مصر وان نصل إلى مستوى الشعب البريطاني الذي يعارض الحرب ضد العراق بحرية كاملة. وفي تعليقه اكد احمد شرف ان الاسلحة كثيرة وان الشعب العربي لم يستخدم اسلحته بعد لسبب بسيط ان الشعب العربي في اقطاره المختلفة تم انهاكه في قضايا فرعية لكن ليس ادل على قوة الشعب العربي من استطلاع الرأي الامريكي الاخير الذي اثبت ان الغالبية العامة من الشعب العربي العادي اكبر من الطلائع وربما لم يتم التحفيز بعد. واشار الدكتورعزازي على عزازي إلى ان ما يحدث في الوطن العربي ليس مظاهرات بالمعنى الحقيقي وانما هي مهرجانات خطابية محدودة مشيراً إلى ان الضربة الامريكية سوف تحدث لا محالة كونها متعلقة بالترتيبات التي تنوي امريكا اقامتها في المنطقة بعد الضربة وقال ان ما يحدث في الساحة الان هو رد فعل عربي في اطار شعبي دون الاطار النظامي مؤكداً ان الاطار الشعبي والنخبوي سوف يتحرك في اتجاهين. الاول: استسلامي يبكي على اللبن المسكوب وينعي حالة الامة وما وصلت اليه. الثاني: مقاوم ذو طابع عصاباتي خارج عن الاطار التقليدي للقوى السياسية المعارضة وسوف يبدع آليات وادوات جديدة لهذه المواجهة وسوف تكون موجعة للمخطط الامريكي وعملائهم في المنطقة العربية خاصة بعد ان تسلح الافراد بايديولوجية العداء لامريكا. ووصفت اللجنة القومية للدفاع عن العمال في بيان لها ضرب العراق بالمذبحة كما يحدث مع القضية الفلسطينية وان اعمال تلك الحرب المتوقعة والتي يتم الحشد لها هو جزء من السياسات الامبريالية العالمية التي تهدف لزيادة ارباح رأس المال والرأسماليين على حساب مصالح الشعوب خاصة الشعوب الفقيرة الذين عليهم التضحية بحياتهم في العراقوفلسطين او بمصدر رزقهم في العديد من دول العالم لصالح ارباح المستغلين. واكد اتحاد النساء التقدمي في بيان له ان الحرب العدوانية الامريكية تستهدف السيطرة على منابع الطاقة في العالم وبصفة خاصة بترول العراق وليس تدمير اسلحة الدمار الشامل كما يزعم بوش وبلير. هذا وقد ردد المتظاهرون الهتافات التالية: العراق عربية مش ولاية امريكية، شدي حيلك يا بغداد.. جيش امريكا سوف يباد. المتظاهرون يفضحون اهداف الهيمنة الامريكية