شهدت دمشقوصنعاءوالقاهرة امس تظاهرات كان اكبرها في العاصمتين السورية واليمنية تخللها التنديد بالإرهاب الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وحرق اعلام اميركية واسرائيلية ومطالبة القمة العربية المقرر عقدها في بيروت هذا الاسبوع بدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي والوقوف ضد مخطط الولاياتالمتحدة لضرب العراق. تحولت ردود الفعل الشعبية السورية تجاه الاوضاع في الاراضي الفلسطينية والمحاولات الاميركية لضرب العراق الى تظاهرة كبيرة شارك فيها مئات الالاف من المواطنين السوريين والفلسطينيين تقدمهم الامين القطري المساعد لحزب "البعث" الحاكم الدكتور سليمان قداح ورؤساء الاحزاب واعضاء "اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة ومقاومة المشروع الصهيوني". وانطلقت التظاهرة من عدة محاور واخترقت جميع الشوارع الرئيسية في العاصمة دمشق باتجاه ساحة الامويين حيث نصبت المنصة الرئيسية وقرأ الشيخ سليم عبده العقاد بعض الآيات القرانية ثم تلا رئيس اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة احمد عبد الكريم بيانا حض فيه الجماهير الشعبية العربية بجميع اتجاهاتها السياسية الى "رص صفوفها وتعبئة طاقاتها للوقوف في وجه الوحشية الصهيونية العنصرية التي تمارس عدوانها اليومي بتغطية من الولاياتالمتحدة الاميركية ولتحصين الانتفاضة ودعم العراق والحيلولة دون تمكين قوى الشر الاميركي - البريطاني من تحقيق اهدافها في العدوان عليه او على اي قطر عربي". وحذر البيان من "ان اهداف اسرائيل مدعومة من اميركا لن تستثني من اخطارها اي قطر عربي"، وطالب برفض "التطبيع بجميع اشكاله بقطع العلاقات مع العدو الصهيوني والغاء جميع الاتفاقات الموقعة ضد ارادة الشعب العربي"، ووجه نداء الى القادة العرب في قمتهم لاتخاذ موقف عربي موحد يرقى الى نبض الشارع القومي. وتلا عضو اللجنة نقيب الصحفيين السوريين الدكتور صابر فلحوط برقية موجهة للرئيس بشار الاسد عبرت عن اعتزاز الجماهير بمواقفه الوطنية والقومية لتعزيز التضامن العربي. وعاهدت البرقية ان تواصل الجماهير "كفاحها وتضامنها من اجل تحصين الجبهة الداخلية في سورية وتعزيز التضامن مع المناضلين في الساحة القومية لمواجهة العدو الصهيوني العنصري والغاء الحصار الجائر المفروض على القطرالعراقي الشقيق". وحمل المشاركون في التظاهرة الاعلام واللافتات التي تندد بالمجازر التي ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الاعزل وتستنكر التهديد الاميركي للعراق والحصار الجائر المفروض على ابناء الشعب العراقي وترفض كل المحاولات الرامية الى تقسيم ارضه وتفتيت شعبه. وكتب على احدى اللافتات "دمشق العروبة مع الانتفاضة ووحدة العراق ارضا وشعبا". واحرق المتظاهرون الاعلام الاسرائيلية والاميركية ودمى تمثل شارون وحملوا نعوشا رمزية في اشارة الى الشهداء الفلسطينيين. كما حملوا مجسما يمثل المسجد الاقصى تعلوه صورتان للرئيس الاسد والبطل صلاح الدين الايوبي. وانتشر المئات من افراد قوات الامن امام السفارة الاميركية والبريطانية لحفظ النظام. ووجه المشاركون نداء الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان طالبوا فيه المنظمة ومجلس الامن الدولي ب"اتخاذ مبادرة جدية لوضع حد للعدوان الغاشم في الاراضي المحتلة"، واكدوا "ان الشعب في سورية يتابع باهتمام بالغ وقلق شديد تصاعد التهدايدات التي تشكل عدوانا على الامة العربية بأكملها". وطالبوا برفع الحصار المفروض على العراق ووقف التهديدات ضده. كما طالبوا دول الاتحاد الاوروبي في نداء آخر ب"الضغط على الولاياتالمتحدة الاميركية وبريطانيا لوقف التهديدات الموجهة ضد العراق والتنبيه للمخاطر التي تسببها المغامرة العسكرية في العدوان عليه". من جهة اخرى، تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين امس في صنعاء لليوم الثالث على التوالي تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية. وشارك في المسيرة عدد كبير من النساء يعد الاكثف من نوعه في اي تظاهرة يشهدها اليمن. واحرق المتظاهرون ومعظمهم من الشبان العلمين الاسرائيلي والاميركي واعربوا عن سخطهم ازاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، وكتبوا على اليافطات انه "ابو الارهاب" وان "الولاياتالمتحدة حامية الارهاب الدولي الجديد" و"نرفض الاصوات الداعية الى اسكات الانتفاضة". كما ندد المتظاهرون باستمرار الحصار على العراق وحملوا لافتة كتب عليها "استمرار حصار العراق مهانة للامة العربية". وسار المتظاهرون تحيط بهم قوات الامن، في هدوء لاكثر من خمسة كيلومترات في شوارع صنعاء قبل التوقف امام سفارة لبنان حيث سلموا رسالة الى الحكومة اللبنانية. وامام السفارة الفلسطينية سلم المتظاهرون رسالة تأييد للانتفاضة الفلسطينية فيما القى السفير الفلسطيني لدى صنعاء يحيى رباح كلمة اكد فيها "استمرار الانتفاضة حتى النصر" وقال: "موعدنا في الاقصى لنصلي فيه سوياً". ونظم مسيرة اليوم عدد من المنظمات والاتحادات الطلابية والشبابية من اليمن ومنها اتحاد طلاب اليمن. ومن المقرر ان تنظم الاحزاب السياسية اليمنية تظاهرة كبرى خلال اليومين المقبلين. وفي القاهرة، احتشد العشرات من القيادات الحزبية أمس أمام مقر جامعة الدول العربية حاملين لافتات تطالب ب"دعم الانتفاضة ونصرة العراق"، وذلك بعد أن سيطرت أحداث قمة بيروت على نشاط الفعاليات السياسية المصرية خلال اليومين الماضيين. وقابل وفد من المتظاهرين الذين ينتمي غالبيتهم للتيار الناصري مسؤولاً في الجامعة سلموا اليه رسالة موجهة إلى القادة والحكام العرب تحمل توقيع نحو مئة شخصية مصرية دعت قمة بيروت إلى "مواجهة حاسمة وحازمة ضد المخاطر التي تتعرض لها الأمة". وحذرت الرسالة من الاستعدادات الاميركية لضرب العراق والمخططات الصهيونية "للحصول على تطبيع عربي كامل مقابل انسحاب شكلي وكيان صهيوني هزيل" ومحاولات "اجهاض الانتفاضة الفلسطينية تحت مزاعم مواجهة الارهاب". ودعت الرسالة القادة العرب الى "قطع كل اشكال العلاقات مع إسرائيل وتقديم كل اشكال الدعم للانتفاضة ومطالبة المرجعيات الدينية الرسمية بدعم كفاح الشعب الفلسطيني وفك الارتباط مع المعسكر الغربي ودعم مظاهر التعبير الشعبي عن غضبة الجماهير". وردد المحتشدون امام مقر الجامعة العربية هتافات ضد أميركا وإسرائيل وطالبوا بفتح الباب للتطوع في صفوف المقاومة الفلسطينية. وشهد مقر نقابة صحافيي مصر اعتصاماً رمزياً ضم العشرات من الصحافيين تضامناً مع الانتفاضة الفلسطينة ووجه مجلس النقابة رسالة الى قمة بيروت دعت القادة العرب الى "إعلان موقف واضح من السياسة الأميركية المنحازة للإرهاب الإسرائيلي ومواصلة دعم الانتفاضة الفلسطينية والامتناع عن تقديم تنازلات للكيان الصهيوني وإعلان ادانة جرائم شارون وحكومته". ووجه اتحاد الصحافيين العرب بياناً الى القمة حذر من أن "التهديد الاميركي بضرب العراق في إطار ما يسمى الحرب ضد الإرهاب وإدراج اسماء منظمات مقاومة وطنية على لوائح الارهابيين يمثل تهديداً صريحاً للأمن القومي العربي". وستشهد القاهرة قبل انعقاد قمة بيروت مؤتمرين في مقري حزبي "التجمع" و"الناصري" يشارك فيهما ممثلون للأحزاب والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني، في حين قررت نقابات عدة تنظيم فعاليات أخرى لإعلان دعم الانتفاضة ومطالبة القمة بتقديم مساندة عملية للشعب الفلسطيني.