هل يبدو طبيعياً ان تفوز أغنية الممثلة المصرية يسراً "حب خلي الناس تحب" بثلاث جوائز في المسابقة الرسمية لمهرجان أوسكار الأغاني المصوّرة فيديو كليب: جائزة أحسن أداء، وأحسن مونتاج، وأحسن تلحين؟ أم ان الطبيعي ان تذهب جائزة أحسن أداء الى مطربة اخرى هي بالفعل صاحبة أحسن أداء غنائي؟ من دون ان ينتقص كلامنا من جائزتي احسن مونتاج لوجيه أحمد، وأحسن تلحين لحميد الشاعري اللتين نالتهما الأغنية أيضاً! يسرا ليست مطربة. ليس مغنية. هي ممثلة رأت ان باستطاعتها تسجيل اغنية خفيفة الطاقات الأدائية، بسيطة الى حد القراءة الصوتية لا اكثر، مع استخدام التقنيات العالية التي تحجب النواقص تماماً. جلّ ما فعلته يسرا انها أنشدت الأغنية باسمها الشهير، وتوقيعها المعنوي... فتقبلها الجمهور بسهولة لأنه رأى يسرا في "فيديو كليب" ذي فكرة جيدة، لكنّها لم يحبّ يسرا لإنّه سمعها تغني! إن اغنية "حب خلّي الناس تحب" لو كانت بصوت مغنية اخرى غير يسرا، بإدائها نفسه لكن من دون أن تكون لها شهرة الممثلة المصريّة البارزة، ولا حضورها الفني المبهر... لما تمكنت الأغنية من ان تحظى بإعجاب او تأييد. فالحكم عليها عندها سيكون على اساس مستوى موهبة المغنية، لا على أساس مستوى ذيوع اسمها كممثلة اولى في العالم العربي. كان يمكن لأغنية "حب خلي الناس تحب" ان تحظى بجائزة افضل فكرة "فيديو كليب"، أو أفضل مضمون اغنية من الناحية الإنسانية، او افضل سيناريو اغنية مصورة... ففي هذه الأغنية مواصفات عالية من هذا القبيل. لكن ان تحظى بجائزة أحسن أداء، فذلك يعني ان أداء المطربين والمطربات الآخرين المشاركين في هذا المهرجان هو في غاية التعاسة! ليس المقصود هنا النيل من "شجاعة" يسرا، إذ أقدمت على تسجيل اغنية، أو على الاستمرار في تسجيل اغنيات اخرى. فإسمها يشفع لها، اسمها الكبير يغطي على صوتها المحدود، هذا الصوت يمكن استخدامه في اغنيات من نوعية ذات مغزى اجتماعي رقيق، يلتفت فيه الجمهور الى المضمون الفني وإلى الشكل التصويري والإخراجي... اكثر من التفاته الى قدرات الصوت الحقيقية على الغناء. وبذلك تحقق يسرا حضوراً مختلفاً ومميزاً، إذا عرفت الطريق الى اختيار المعنى.