وجه الرئىس الروسي فلاديمير بوتين انتقادات شديدة الى جورجيا. وقال انها "لا تريد او لا تستطيع" مكافحة الارهاب. وشبه الوضع فيها بما كانت الحال عليه في افغانستان. وطلب ان تشارك قوات روسية في ملاحقة الشيشانيين و"المرتزقة العرب" في الاراضي الجورجية، فيما نفت تبليسي اتهامات بأن تكون النيران اطلقت منها على قوات حدود روسية. وأعربت موسكو عن استيائها من سير العمليات التي اعلنت جورجيا ان قواتها تقوم بها لتطهير وادي بانكيسي الحدودي من مجموعات شيشانية يقول الروس انها تعبر الحدود باستمرار، وذكروا ان واحدة منها اطلقت النيران على مخفر حدودي روسي مساء الاربعاء. ونفى الجورجيون ان يكون حصل اطلاق نار، وأكدوا ان المراقبين الاوروبيين الموجودين في المنطقة لم يسجلوا اي انتهاكات. وأعلنت تبليسي ان الوضع في بانكيسي "هادئ" ولم تجر اي اشتباكات. وقدرت عدد "الزمر الاجرامية" الموجودة هناك ببضع عشرات، وفي ضوء ذلك، قررت سحب 500 شرطي من المنطقة. وأثار ذلك استياء واسعاً في روسيا حيث قال بوتين ان على جورجيا ان تبرهن على ان ما تقوم به "هو رغبة فعلية في مكافحة الارهاب وليس مجرد تظاهر". ودعا جورجيا الى الموافقة على القيام بعمليات مشتركة في وادي بانكيسي ضد "الارهابيين الدوليين الذين يشكلون تحدياً لنا وللعالم كله". وتابع ان الجانب الجورجي "اذ اراد التخلص من المرتزقة ودفعهم خارج جورجيا فإنه لن يتمكن من ذلك ولن يتسنى له ان يفرز بين هؤلاء المرتزقة والمسلحين الشيشانيين". وانتقد جورجيا لأنها ظلت فترة طويلة تؤكد خلو بانكيسي من ارهابيين، ثم اعترفت بوجودهم، لكنها "قالت انهم جيدون وذوو تحصيل جامعي"، وتابع الرئىس ان "ذوي التحصيل ارتكبوا جرائم ولهم صلات بمنظمات ارهابية عالمية وبين صفوفهم مواطنو عدة دول اخرى". وشدد بوتين على ان اراضي جورجيا تستخدم لنقل سلاح وامدادات الى الانفصاليين الشيشانيين. وزاد ان الوضع في جورجيا "ليس بالمرة افضل من افغانستان". وهذه المقارنة قد يكون الهدف منها تبرير الغارات التي قالت جورجيا ان طائرات روسية شنتها. ولكن موسكو نفت الاتهام ونشرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الحكومية امس معلومات عن ان الطائرة "سوخوي 25" المصنعة في جورجيا والمزودة معدات اسرائىلية للرؤية الليلية هي التي شنت الغارة وأوردت اسم الطيار الجورجي الذي قادها. إلا ان تبليسي فندت هذه المعلومات وذكر ان الطائرة المطورة موجودة بنسخة واحدة وهي حلقت آخر مرة في 29 تموز يوليو الماضي وكان قادها طيار اسرائىلي نقلها الى تبليسي من لندن حيث شاركت في معرض عسكري.