أبدى الرئيس الجورجي ادوارد شيفاردنادزه أمس استعداد بلاده للأخذ في الاعتبار بدء عملية امنية مشتركة مع الولاياتالمتحدة "لاجتثاث الارهابيين المختبئين" في منطقة بانكيسي شمال قرب حدودها مع الشيشان، ورفض في الوقت نفسه أي عمليات عسكرية مشتركة مع روسيا في هذه المنطقة الحدودية، وحمل بعنف على وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف. وأبلغ شيفاردنادزه مؤتمراً صحافياً في تبليسي: "لم نقرر بعد امكان اجراء حملة مستقبلية مشتركة مع القوات الاميركية. لكننا مستعدون للحوار اذا دعت الحاجة الى ذلك". ونفى الرئيس الجورجي بشدة احتمال ان تكون بلاده عازمة على القيام بعمليات مشتركة مع القوات الروسية في وادي بانكيسي، التي يعتقد ان نحو ثمانية آلاف شيشاني لجأوا إليها، وأكدت موسكو مراراً ان المقاتلين يستخدمونها قاعدة لتنفيذ عملياتهم في الشيشان. وقال شيفاردنادزه ان بلاده "لا تحتاج الى مساعدة عسكرية من موسكو"، وعلى رغم انها "ليست قوية عسكرياً إلا انها قادرة على فرض الأمن على أراضيها". ودعا موسكو الى حل المشكلة الشيشانية التي وصفها بأنها "عامل توتر في العلاقات بين البلدين"، مؤكداً ان بلاده "لا علاقة لها بهذه المشكلة". ومنذ بداية الحرب في الشيشان قبل اكثر من عامين، كانت منطقة بانكيسي مصدر خلاف مع روسيا. واصر المسؤولون الجورجيون فيما مضى على رفض الاتهامات الروسية، مؤكدين ان لا مقاتلين في منطقتهم. لكنهم اقروا بوجود بعض المقاتلين بعدما القى سكان المنطقة اللوم على الحكومة لاخفاقها في قمع العصابات. وفي الاسبوع الماضي، تزايدت الضغوط على جورجيا للحد من الجريمة وضمان الامن، خصوصاً بعدما صرح القائم بالاعمال الاميركي في تبليسي فيليب ريملير لصحيفة جورجية بأن "عشرات الارهابيين من افغانستان موجودون في المنطقة". وأقر المسؤولون الجورجيون اخيراً ان بعض العرب والافغان الذين حاربوا في الشيشان مختبئون فعلاً في وادي بانكيس، ولكن الرئيس الجورجي سخر أمس من تصريحات لوزير الخارجية الروسي الذي قال الاسبوع الماضي ان اسامة بن لادن قد يكون مختبئاً في هذه المنطقة. وذكر بأن ايفانوف نفسه "يتحدر أصلاً من وادي بانكيسي ولا يزال منزل والدته قائماً فيها". وأضاف: "إذا كان بن لادن هنا فغالب الظن انه يختبئ في هذا المنزل تحديداً".