طرأت تغيرات عدة على جدول ترتيب فرق المجموعة الاولى لمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد لكرة القدم، في ضوء مباريات الجولة الثانية، وذلك بعد احراز الاتفاق "دربي الشرقية" بفوزه على القادسية 3-1، ما جعله يتصدر الترتب ب4 نقاط فتقدم على الشباب والرياض بفارق الاهداف. وحافظ "الليث الابيض" على مركز الوصافة اثر تعادله مع الهلال 1-1. واستمر النصر متذيلاً للترتيب بعدما تعرّض للخسارة الثانية على التوالي، إذ سقط امام الرياض 1-2، بينما تخلى القادسية عن الصدارة وبات رابعاً قبل الهلال الذي حصد نقطته الاولى. عرض مقبول نجح الهلال والشباب في تقديم عرض مقبول عموماً، وظهر جلياً ان لاعبي "الزعيم" دخلوا المباراة ساعين لمحو آثار خسارتهم الاولى. فتألقوا في الشوط الاول. وكان المدرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا أدخل تغييرات على تشكيلة فريقه، إذ اشرك الحوطي ظهيراً أيمن ودفع بمازن الفرج الى جوار خالد عزيز في مركز الدفاع المتقدم، وأحمد الجري اساسياً في مركز الظهير الأيسر، ووضع المهاجم العنزي الى جانب الخراشي، وأراح المطرف الذي شارك اساسياً امام القادسية. ونجح الهلاليون في ترجمة تفوقهم، حين انسل الخراشي بين مدافعي الشباب الذين ظنوه متسللاً، فانفرد بالحارس سعيد مرزوق وسجل هدف التقدم. ومع بداية الشوط الثاني اختلف الوضع وسيطر الشباب بفضل تألق خط وسطه بقيادة "الماهر" عبداللطيف الغنام. ونجح مدافعوه وفي مقدمهم رضا تكر في تحييد مهاجمي الهلال، بينما اهدر ناجي مجرشي فرصاً لا تهدر، ونجح تكر في احراز هدف التعادل اثر تطاوله لضربة ركنية. وبرز "المجرشيان" المهاجم الشبابي ناجي ومدافع الهلالي ذياب، وقدما عرضاً يؤكد موهبتيهما، وأهدر ناجي فرصة ثمينة حين كان منفرداً بحارس الهلال. وكشف ماتورانا انه سيعمد الى اشراك لاعبي الفريق الاول في المباريات المقبلة، وأثنى على الجهود التي قدمها عناصره، لكنه لفت الى انهم لا يطبقون التعليمات في بعض اوقات المباراة وكأنهم ينسون ما هو مطلوب منهم، "وهذا ما أدى الى تدني مستواهم في الشوط الثاني". تخصص في "دربي الشرقية" اكد الاتفاق تخصصه في تجاوز القادسية، وفاز عليه بثلاثة اهداف "رأسية" سجلها تركي المصيليخ ومبارك خليفة هدفين، في مقابل هدف لصالح القنبر. وإلى جانب هذا التفوق، نجح الاتفاق في إبقاء عازف المزمار قائد جوقة مشجعيه في مدرجه، واعتلى صدارة الترتيب. ولفت مدرب الاتفاق الهولندي وليم ريتسنبرنيك الانظار بفضل حسن تعامله مع احداث اللقاء وقراءة مجرياته على عكس مدرب القادسية احمد العجلاني. فقد تفوق في كشف ثغرات منافسه في الشوط الاول وعالجها تكتيكياً في الثاني، في حين مال العجلاني الى الأداء الدفاعي فأخرج عبدالعزيز الزهراني الذي كان يمثل محور بناء الهجمات في الجهة اليمنى، ما عزز من استحواذ الاتفاق على الكرة وسيطرته الميدانية. واعترف نائب رئيس الاتفاق خليل الزياني ان الفريق بحاجة الى مهاجم متخصص، مشيراً الى ان ريتسنبرنيك يوافقه الرأي، وطالب بالتعاقد مع لاعب مؤهل لهذه المهمة. ويلاحظ ان مهاجم القادسية ياسر القحطاني الذي هدد وتوعد الاتفاقيين بهز شباكهم لم يتمكن من تنفيذ تهديداته، بينما حمّل قدساويون كثر المدرب مسؤولية الخسارة. في المقابل، قبّل الاتفاقيون رأس الطويرقي المشرف العام على الفريق، واعتبر البعض هذه اللفتة تصرفاً مبالغاً فيه. انقلاب حوّل الرياض خسارته امام النصر بهدف الى فوز ثمين بهدفين بفضل بدر الدوسري ومحمد القاضي، بينما سجل عبدالرحمن البيشي للنصر. وفرض النصر سيطرته على الثلث الاول من الشوط الاول، ودانت الافضلية لمهاجميه الذين تفننوا في اهدار الفرص السهلة امام مرمى حارس الرياض خالد راضي. ما عدا تسديدة لبندر تميم تعامل معها البيشي بحرفنة ما اثمر هدف السبق. وردّ الرياض في أدائه ولا سيما في منطقة الوسط التي تواجد فيها لاعبوه في شكل مكثف ما ساهم في إلغاء فاعلية التحرك النصراوي وقطع خطوطه. ولم يمهل الدوسري النصراويين فأدرك التعادل في مستهل الشوط الثاني بعد تسديدة قوية من منتصف الملعب لم يحرك البيشي لها ساكناً. وأخذت المباراة مجرى مختلفاً في ضوء التبديلات التي اجراها مدرب النصر الارجنتيني خورخي هايبكر الذي اراد اضفاء الطابع الهجومي على تشكيلته، بيد انه لم يحسن الاختيار، خصوصاً حين اخرج صانع الألعاب المميز سعد الشهري. واندفع النصراويون في شن الهجمات من دون تحصين خطوطهم الخلفية، ما ادى الى اهتزاز شباكهم من احدى الكرات المرتدة، اذ تعمد مدافعهم نايف الدوسري اعاقة مهاجم الرياض بدر الدوسري داخل المنطقة المحرّمة، فاحتسبت ركلة جزاء استفاد القاضي منها ليعيد التقدم لفريقه، بينما اتسم رد فعل النصر بالعشوائية المفرطة، ففشل في تحقيق مبتغاه. واكد هايبكر حاجة فريقه الى مهاجم قناص، "وهو احد اسباب خسارتنا فضلاً عن الاخطاء التي وقع فيها اللاعبون في مستهل الشوط الثاني".