بيروت - "الحياة" بدأ التشنج السياسي الذي شهده لبنان بين المعارضة المسيحية والقوى السياسية الموالية للحكم والحليفة لسورية يتراجع بعدما اشتد بفعل تصاعد الحملات خصوصاً ضد "لقاء قرنة شهوان" نتيجة الخلاف على الموقف من الوجود العسكري السوري في لبنان. راجع ص5 وأدى اجتماع طويل بين اركان "قرنة شهوان" ورئيس الجمهورية اميل لحود، قبل ظهر امس، الى تبديد اجواء التشنج هذه خصوصاً انه انتهى بإعلان الجانبين عن أجواء انفتاح وحوار "جدية" كما جاء في بيانين صدرا عن القصر الرئاسي وعن اللقاء المعارض. وساهم في اشاعة الاجواء الايجابية اثناء الاجتماع وبعده، ان "لقاء قرنة شهوان" اخرج من التداول اتهامه بأنه يدعم مشروع "قانون محاسبة سورية" في الكونغرس الاميركي والذي لم يتم البحث فيه خلال الاجتماع مع لحود وأكد انه لا يكن العداء لسورية على رغم مطالبته باستكمال اعادة انتشارها تمهيداً لانسحابها، فيما لفت رفض لحود "حملات التشكيك" معلناً أنه سيأخذ على عاتقه رعاية الحوار الوطني بين الفرقاء اللبنانيين وأن "لقاءاته ستكون مفتوحة مع هؤلاء لتحديد آلية حوار وطني وهادئ". كما أكد لحود انه سيكون "منفتحاً على كل الاطروحات التي تعزز التلاقي بين اللبنانيين". ولاحظ المراقبون ان لحود حدد ثوابت وافقه عليها اركان "قرنة شهوان" منها "العلاقة مع سورية والموقف المشترك من الصراع العربي - الاسرائيلي"، لكنه اشار الى جملة مواضيع "قابلة للحوار في كل لحظة"، منها "المشاركة السياسية والخطط الاقتصادية وقانون الانتخاب..." وغيرها من القضايا الداخلية. واذ اشار اركان "اللقاء" خلال الاجتماع الى استكمال اعادة الانتشار السوري وفقاً لاتفاق الطائف، بعد تأكيدهم موافقتهم على العلاقة المميزة مع سورية، اعتبر لحود العلاقة مع سورية من الثوابت ما يوحي بأنها غير مطروحة للبحث، لكنه لم يشر الى مسألة اعادة الانتشار. وأبدى لحود خشيته من ان السياسة الاميركية الراهنة تجعل المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات الخطرة في شكل يحتم الحوار لتمتين الساحة الداخلية. وفيما طرح عدد من اعضاء قرنة شهوان، الذي لا يضم تيار العماد ميشال عون عقد اجتماع عام للقوى السياسية من اجل الحوار اكد لحود انه سيلتقي بقية القوى السياسية في البلاد قريباً لاستخلاص آلية للحوار. وقال عدد من اركان المعارضة ل"الحياة": "ان موقف لحود شكل بداية فتح صفحة جديدة بدل التخوين الذي رفضه"، معتبراً "ان التشكيك بالنيات مؤسف اذ يجب افتراض حسن النية عند المعارضين وتغليب المناخات الايجابية الى ان يثبت العكس". وجاء كلام لحود رداً على ابداء اعضاء "قرنة شهوان" مرارتهم من الحملات. وذكر احد اركان "اللقاء" ل"الحياة" ان ايجابية اجواء الاجتماع مع لحود تكمن في انه "استعاد المبادرة في ضبط الساحة السياسية وانه كسر محاولات فرض العزلة على "قرنة شهوان" من قبل البعض". وأشارت مصادر رسمية الى اهمية استقبال لحود 18 عضواً من "القرنة" بمن فيهم ممثل "القوات اللبنانية". ورداً على سؤال ل"الحياة" عما اذا كانت اشارة لحود الى استعداده للبحث في "المشاركة السياسية" يعني تشكيل حكومة جديدة ذكرت انباء محلية انه يجري البحث فيها على ان تكون من 24 وزيراً برئاسة الرئيس رفيق الحريري وتضم احد اعضاء "قرنة شهوان"، استبعد مصدر معارض ان يقود اجتماع الأمس الى خطوة من هذا النوع، وقال: "ليس في الافق الآن سوى اطلاق حوار جدي ننتظر بلورته، ونحن نعتبر اننا لا يمكن الا ان نلاقي رئيس الجمهورية على الطريق".