القدس المحتلة، بيروت - "الحياة"، أ ف ب، أ ب - اعتقلت الشرطة الاسرائيلية صباح امس الناطق باسم كنيسة الروم الارثوذكس في القدس لاستجوابه في شأن "المساعدة" التي تزعم انه "يقدمها لمنظمات ارهابية". وتقول الاذاعة الاسرائيلية ان حنا حرض المسيحيين على المشاركة في الانتفاضة. وأعلن الناطق باسم شرطة القدس ان الارشمندريت عطاالله حنا المولود في بلدة عربية اسرائيلية قريبة من الناصرة شمال اسرائيل، يحمل الجنسية الاسرائيلية ويقيم في البلدة القديمة في القدسالشرقية. واضاف انه يشتبه في قيام حنا "بتقديم المساعدة لمنظمات ارهابية"، كما تستجوبه الشرطة في شأن رحلات قام بها الى سورية ولبنان حيث التقى في ما يبدو الامين العام ل"حزب الله" الشيخ حسن نصر الله. وسارع رجال الدين المسيحيون والمسلمون الى مطالبة اسرائيل باطلاق حنا فوراً، معتبرين ان اعتقاله مخالف للحريات الدينية وحرية التعبير. وقال الناطق باسم الكنيسة مروان الطوباسي ان اعتقال حنا هو "جزء من الحملة الاسرائيلية على الحرية الدينية لرجال الدين المسيحيين والمسلمين ... ومحاولة لاسكات الصوت الذي يعبر عن آلام" الشعب الفلسطيني. اما الشيخ عكرمة صبري فقال: "هناك العديد من الحاخامات الذين يبدون آراء متطرفة ازاء العرب والفلسطينيين ولم تعتقلهم الشرطة أبداً". يذكر ان هناك خلافا بين الكنيسة واسرائيل التي رفضت الاعتراف ببطريرك الكنيسة في الاراضي المقدسة ايرينيوس الاول الذي انتخب قبل عام وتعترف به السلطة الفلسطينية والاردن. ويقول مسؤولون في الكنيسة ان سبب الخلاف رفض البطريرك مطالب اسرائيل باقصاء حنا الذي تعتبره اسرائيل مقرباً من السلطة الفلسطينية. كما ان هناك خلافاً في شأن اراضي البطريركية في القدس والتي تستأجر اسرائيل بعضها فيما ترفض الكنيسة تمديد عقد تأجيرها. وفي بيروت، اعتبر المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور ان اعتقال الأب حنا "يكشف بوضوح مدى عمق المأزق الذي وصل إليه حكام تل ابيب، بل مدى الهزيمة التي باتت تحاصرهم وتحاصر مشروعهم الذي قام اساساً على إثارة كل انواع النعرات والعصبيات داخل المجتمع الفلسطيني والعربي". وقال: "ان التهم الموجهة الى الأب حنا هي مجموعة من الأوسمة تعلق على صدر الأب المناضل وتبرز وطنيته وشجاعته وأصالته وعروبته، كما هي دليل ساطع على فشل كل المحاولات والضغوط السابقة لثني الأب المناضل عن مواقفه البطولية، إذ لم تنفع معه اجراءات الإقصاء من منصبه ولا محاولات الاعتداء الآثم على شخصه". ودعا "المراجع الروحية والسياسية المسيحية والإسلامية، العربية والدولية الى التحرك من اجل الإفراج عنه وكل المعتقلين في سجون الاحتلال". من جهة أخرى، ندد الناطق الرسمي باسم الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين "في الوطن" بقيام سلطات الاحتلال الاسرائيلية باعتقال الارشمندريت عطاالله حنا. وقال الناطق في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه ان "هذا الاعتقال، بعد الاعتداء الذي تعرض له الدكتور حنا قبل عدة أيام، ظاهرة مقلقة على اتساع نطاق العدوانية الاسرائيلية لتشمل رجال الدين الفلسطينيين، بتهمة وقوفهم الى جانب نضال شعبهم الفلسطيني من أجل التحرر والاستقلال والخلاص من نير الاحتلال البغيض". ودعا الناطق الرسمي كنائس المسيحيين في الوطن العربي وفي العالم الى التنديد بهذا السلوك الأرعن لسلطات الاحتلال وهذا الانتهاك لأبسط حقوق المواطنين بالتعبير عن آرائهم والدفاع عن حقوق شعبهم، والمطالبة باطلاق فوري للارشمندريت عطاالله حنا".