شكلت "ندوة المرأة والسياسة ودورها في التنمية" أبرز حدث شهدته الدوحة أمس للتمهيد لخوض القطريات أول انتخابات برلمانية في العام 2003، بعد إقرار الدستور الدائم قريباً. وتحولت هذه التظاهرة السياسية التي افتتحتها حرم أمير دولة قطر رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الشيخة موزة بنت ناصر المسند، مهرجاناً للتضامن مع المرأة الفلسطينية في يومها الأول في حضور حشد من الوجوه النسائية الخليجية والعربية والدولية. وقالت الشيخة موزة في اشارة ذات دلالات إلى أن الندوة في ظل "ظرفية انعقادها" هي "بكل امتياز ندوة المناضلة الفلسطينية الشهيدة"، ورأت أنه "عندما نتحدث عن دور المرأة في الحياة السياسية لن نجد أبلغ تعبير عملي ولا أدقه وأصدقه من ممارسة المرأة الفلسطينية لحقها الدستوري والسياسي الذي به تغيرت المعادلة لتصبح السياسة عنواناً للمرأة لا مطلباً لها". وحيّت في هذا الإطار نساء فلسطين، قائلة: "لاختنا الفلسطينية كل الاكبار والتقدير والاعتزاز والاسناد". وطرحت قرينة أمير قطر رؤيتها لمفهوم مشاركة المرأة السياسية بقولها إنها "بكل بساطة هي الاندماج في الحياة، بل الحياة عينها"، و"ان السياسة هي ممارسة فعلية لصنوف الحياة بتجلياتها المختلفة ونحن نمارسها في البيت والمدرسة والمؤسسة" و"بذلك تكون السياسة هي الحياة بشموليتها" وهي "المواطنة بكل مسؤولياتها وبجميع ما تقتضيه من حقوق وواجبات" و"هي فوق كل ذلك الطريق نحو كل تنمية شاملة". ونبهت إلى ضرورة "ألا يضيع بحث الدور السياسي للمرأة وعلاقته بالتنمية بين دهاليز تأويل النصوص التشريعية"، ورأت أنه "يتعين علينا العمل على تطبيق تلك النصوص وممارسة الصلاحيات التي تخولها لتصبح واقعاً فعلياً معاشاً"، وشددت على "أن دولة المؤسسات ومنظومة المجتمع المدني تعني حق المشاركة المتكافئة لكل المواطنين في الحياة السياسية والبرلمانية ومراكز اتخاذ القرار". وفيما أشارت الشيخة موزة إلى "أن قطر، قيادة وشعباً، تسير بخطى حثيثة نحو الديموقراطية وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية من دون تمييز في حقوق التصويت والترشيح بين الرجل والمرأة"، قالت للمشاركين والمشاركات في الندوة "إننا نتطلع من خلال ندوتكم وغيرها من اللقاءات إلى الخروج بتصور واضح يعزز من دور المرأة التي هي شقيقة الرجل في الاحكام في بناء المجتمع الذي ننشده"، وهو "مجتمع تترعرع فيه قيمنا الأصيلة التي هي جزء مضيء من قيم الإنسانية الخالدة". ورأى رئيس مجلس الشورى السيد محمد بن مبارك الخليفي الذي تحدث في الجلسة الافتتاحية ان "المرحلة المقبلة تتطلب ترسيخ الديموقراطية ومعايشتها، مما يستدعي زيادة مسؤوليات المرأة ودورها السياسي". وأكد الخليفي "أن دستور البلاد الدائم الذي سيصدر قريباً سيرسخ مفهوم مشاركة المرأة في العمل السياسي عند انتخاب أول مجلس شورى"، وذلك في اشارة إلى أن البرلمان المنتخب المقبل سيطلق عليه اسم "مجلس الشورى". وكان للاتحاد البرلماني العربي موقف أكده أمينه العام السيد نورالدين بوشكوج الذي دعا إلى "ردم الهوة بين الدور الاقتصادي والإداري للمرأة ودورها السياسي"، لكنه ركز على التنديد ب"حكومة السفاح شارون" و"المساندة الأميركية العلنية التي هي حلقة من مخطط عدواني جرى الإعداد له منذ فترة". ووسط تصفيق ومشاهد تضامن لقطريات وخليجيات وعربيات، وضعت "الكوفية" الفلسطينية فوق اللباس الوطني التقليدي خُصصت أول كلمة من خارج قطر للأمينة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية رئيسة وفد فلسطين السيدة سلوى أبو خضرا التي شرحت في كلمة مطولة أبعاد معاناة الشعب الفلسطيني حالياً. وقالت إن "قرار المرأة الفلسطينية الذي أعلنه من هذا المنبر هو قرار الشعب الفلسطيني الواحد الموحد المتمثل في الصمود ومواصلة الكفاح حتى النصر وإقامة الدولة وعاصمتها القدس".