"حكومة في الحضيض وشارون تحت الخط الأحمر"، "شارون في مأزق لا مخرج منه"، "وعود من دون رصيد"، "ما زال قائد كتيبة عسكرية"، "فشل مزدوج"، هذا بعض من عناوين التعليقات في الصحف الاسرائيلية التي اكدت فشل رئيس الحكومة ارييل شارون في تصريف شؤون الدولة العبرية، بعد مرور سنة على رئاسته. وتؤكد نتائج استطلاع الرأي في "يديعوت احرونوت" ان العد التنازلي لعمر شارون السياسي بدأ. وتراجعت شعبيته خلال شهر واحد من 68 في المئة مطلع شباط فبراير الماضي الى 43 في المئة قالوا ان اداء شارون جيد. للمرة الاولى منذ انتخابه يفوق عدد غير الراضين عنه على نسبة الراضين "ما يؤكد ان الاسرائيليين يعيشون حال يأس وان اسرائيل آذار مارس 2002 دولة في ضائقة، تريد محاسبة حكومتها ورئيسها" كما كتب المعلق في الصحيفة سيفر بلونسكر. ووفق الاستطلاع ذاته قال 76 في المئة انهم غير مرتاحين لاداء الحكومة و92 في المئة اتهموها بفشل ذريع في ادارة الاقتصاد. وقال 53 في المئة انهم لا يعتمدون على شارون، وأيد 41 في المئة اجراء انتخابات برلمانية مبكرة ونادى 26 في المئة بفرط عقد "حكومة الوحدة الوطنية". وكتبت المعلقة في الشؤون الحزبية سيما كدمون تقول ان شارون يشعر للمرة الاولى في حياته بعجزه عن تقديم الحلول للوضع الامني المتردي في اسرائيل وانه "بات غير قادر لا على الحسم العسكري حسبما يطالبه وزير حزبه ليكود ولا على اجراء مفاوضات سياسية". وتابعت ان "تعابير وجهه هذا الاسبوع، بدت كتعابير وجه الدولة: الفشل" وقالت ان شارون "يفتقد الى شعور الثقة بالنفس وللمرة الاولى يرى الحجم الحقيقي لعجزه عن طرح الحلول. وفي قرارة نفسه يعرف انه من غير الممكن دحر الارهاب. كل طفل يعي اليوم ان كل شيء قد انهار. لا توجد سياسة. لا قيادة والنتائج تتحدث بنفسها". وهاجمت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها رئيس الحكومة وقالت انه لا يسعى الى تحقيق أي تسوية سلمية وان هدفه الحقيقي "التوصل الى اتفاق استسلام، استسلام فلسطيني لن يحقق أي هدوء". وتابعت انه يحاول تهدئة الاسرائيليين باطلاق وعود فارغة المضمون باجراء مفاوضات مع الفلسطينيين في المستقبل، لكنه في واقع الحال لا يملك أي مشروع باستثناء إحكام السيطرة على الأراضي الفلسطينية: اما كلامه الفارغ عن مستقبل أفضل وعن خنوع السلطة الفلسطينية فليس سوى دليل على فقدان البوصلة". وكتب أبرز المعلقين في الصحيفة يوئيل ماركوس يقول ان شارون يواصل تأدية المهمة الوحيدة التي أجادها طيلة حياته وهي انتهاج القوة وسياسة البطش، ويبدو أن المهام التي القيت عليه كرئيس حكومة كبيرة عليه "أنه لا يزال يتصرف بعقلية قائد كتيبة عسكرية يرى كل شيء عبر فوهة البندقية ويحتقر أي حل عبر المفاوضات. ليست صدفة انه لم يعين رئيساً لأركان الجيش وأن رئيس الحكومة السابق مناحيم بيغن تردد أشهراً قبل ان يسلمه وزارة الدفاع بقوله انه أي شارون لا يعرف كيف يسيطر على نفسه. كم كان محقاً بيغن". وأنهى المعلق بالقول ان حكومة شارون فقدت مبرر وجودها "فشلت في كل مجال وسلبت الشعب أهم شيء - الأمل". وتحت عنوان "الخراب والدمار على الأبواب كتب المعلق العسكري في الصحيفة زئيف شيف يقول ان نية شارون "تسديد ضربة موجعة للفلسطينيين لإرغامهم على طلب وقف النار" قد تقود الى فوضى عارمة ودمار "وربما أيضاً الى مذابح ما يعني تدخلاً دولياً فورياً وانزلاقاً في النزاع مع دول مجاورة وهذا أكبر دليل على أن الحكومة لا تملك عملياً أي خطة استراتيجية - سياسية للتخلص من المواجهة". ويتوقف المعلقون عند حقيقة ان حزب "العمل" يتخبط في أزمة سياسية وتنظيمية تحول دون أن يشكل نداً لحزب ليكود بزعامة شارون أو بنيامين نتانياهو، أقوى المرشحين لانتزاع كرسي رئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة. وتحت غطاء "ردع شارون" وعدم امكان الانسحاب من الائتلاف الحكومي في وقت تخوض فيه الدولة "حرباً ضد الارهاب" يحاول وزراء العمل في الحكومة اقناع نواب الحزب في الكنيست بضرورة مواصلة الشراكة الحكومية، لكن رئيس الكنيست الطامح لتزعم "العمل" ابراهام بورغ يصر على فكها وطرح بديل سياسي للناخب الاسرائيلي.