انشغلت صحف نهاية الأسبوع في إسرائيل بتدني مكانة زعيم «ليكود» رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو داخل حزبه إلى الحضيض غير المسبوق في أعقاب سيطرة نواب المعسكر المتشدد داخل الحزب على مفاتيح مؤسساته، حتى أن أحد وزراء الحزب شكك في قدرة نتانياهو على نيل ثقة الحزب لمواصلة زعامته في حال جرت انتخابات داخلية اليوم. فيما أشار وزير آخر إلى احتمال أن يضطر نتانياهو إلى الانسلاخ عن الحزب وتشكيل حزب جديد يكون ممثلاً ليمين الوسط، تماماً كما فعل زعيم الحزب رئيس الحكومة السابق أريئل شارون عندما أقام حزب «كديما» عام 2005. ويتواصل غداً انتخاب مؤسسات الحزب وقادتها وسط توقعات بأن يحكم نائب وزير الدفاع النائب المتطرف داني دانون سيطرته على هذه المؤسسات بانتخابه رئيساً للجنة المركزية للحزب ولمكتبه السياسي، بعدما انتخب الثلثاء الماضي رئيساً لمؤتمر الحزب. وتراوحت عناوين صحف أمس بين «تمرد على كل الجبهات»، و»رئيس حزب بلا حزب»، و»الحزب يفلت من يديه»، لتجمع على أن نتانياهو لم يكن ذات يوم في وضعية مماثلة داخل حزبه. ويصف محللون في الشؤون الحزبية دانون، وعلى خلفية مواقفه المعارضة لنتانياهو في غالبية المسائل، ب «المشاكس الصعب» لنتانياهو ويرون أن انتخابه على رأس أهم المؤسسات في الحزب سيجهض رغبة نتانياهو في دمج حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغدور ليبرمان داخل «ليكود»، علماً أن الحزبين خاضا الانتخابات الأخيرة على رأس لائحة انتخابية مشتركة، وهو ما عارضه دانون وعدد كبير من أركان الحزب، بداعي أن «إسرائيل بيتنا» هو المستفيد على حساب «ليكود» وناشطيه الميدانيين الذين أملوا ببلوغ كرسي الكنيست الأثير. كذلك يتوقع المحللون أن يُفشل دانون وأنصاره في «ليكود» أية محاولة جدية من جانب نتانياهو لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، وهو الذي يكرر في تصريحاته أن حل الدولة الفلسطينية يجب أن يكون في الأردن. ويشير المعلقون إلى أن غضب أعضاء «ليكود» على زعيمهم لا يتعلق بتصريحاته الأخيرة حول وجوب استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، إنما يعود أساساً لسلوكه عشية الانتخابات البرلمانية الأخيرة مطلع هذا العام بإهماله فروع الحزب وعدم إقامة أي شأن للناشطين الميدانيين، وتحالفه مع «إسرائيل بيتنا» رغم علمه أن غالبية هؤلاء الناشطين ترفض التحالف وهي التي كانت محقة في رفضها بعد فشل «ليكود» في الحصول على أكثر من 20 نائباً، فضلاً عن عدم رضا هذه الغالبية عن عدم احترام نتانياهو ل»الشريك الطبيعي لليكود» زعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي» نفتالي بينيت أثناء تشكيل حكومته. وقالت أوساط قريبة من نتانياهو لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن نتانياهو لا يعتزم التعاطي مع دانون وأن الأخير يدفع بنتانياهو إلى خارج الحزب من خلال سيطرة المتطرفين على الحزب ومؤسساته، «وهذه سيطرة عدائية قائمة على صفقات انتخابية بين كل الجهات المتطرفة داخل الحزب.. هذه هي الوصفة الأكيدة لخسارة الحزب الحكم». وكتب شالوم يروشالمي في «معاريف» أن الانتخابات لمؤسسات «ليكود» تميزت بعداء غير مسبوق لنتانياهو، وأن كل من انتقد نتانياهو بحدة أكبر حظي بشعبية أكبر فيما «عانى كل من حاول الدفاع عنه». ونقلت معلقة الشؤون الحزبية في الصحيفة سيما كدمون عن وزراء من «ليكود» قولهم إن نتانياهو فقد نفوذه داخل الحزب وإنه «وحيد في حزبه، لا كتلة برلمانية تسانده ولا ناشطون ميدانيون ولا أنصار له، ليضيف أحدهم أنه «لو جرت انتخابات داخلية اليوم على زعامة الحزب لكان في مقدور أي مرشح هزم نتانياهو!».