طوت انغولا صفحة مهمة في تاريخها، بمقتل جوناس سافيمبي زعيم الاتحاد الوطني لاستقلال انغولا التام يونيتا الذي حمل السلاح طوال ثلاثين عاماً ضد نظام الرئيس خوسيه ادواردو دوس سانتوس. وعلى رغم ان موت سافيمبي يشكل انتصاراً كبيراً للحكومة التي كانت تعتبره سبباً في الحرب، الا انه يترك فراغاً كبيراً في قيادة التنظيم، ويطرح اسئلة مصيرية بالنسبة الى الانغوليين. لشبونه، أديس أبابا، لواندا، جوهانسبورغ - أ ف ب، أب، رويترز - عرضت امس على الصحافيين جثة زعيم المتمردين الانغوليين جوناس سافيمبي الذي قتل في اشتباكات مع الجيش في بلدة لوكوسي في ولاية موكسيكو وسط شرق اول من امس، بحسب ما اعلنت وكالة الانباء الانغولية عبر موقعها على الانترنت. وأضافت الوكالة الانغولية الرسمية ان جوناس سافيمبي اصيب ب15 رصاصة خلال معارك بين القوات الحكومية وقوات الاتحاد الوطني من اجل استقلال انغولا التام "يونيتا" في منطقة لوفو عاصمة ولاية موكسيكو. وتعتبر الحكومة الانغولية والامم المتحدة سافيمبي العائق الرئيس في وجه ارساء السلام في البلاد. وأكدت الحكومة والقوات المسلحة الانغولية مقتل زعيم الثوار في بيانين منفصلين اصدرتهما السفارة الانغولية في لشبونة. وجاء في بيان الجيش: "تعلن رئاسة اركان القوات المسلحة الانغولية ان عدداً من العناصر وخصوصاً جوناس سافيمبي نفسه، قتلوا خلال عملية عسكرية ضد القوات الارهابية السافيمبية في اقليم موكسيكو". وأكدت الحكومة في بيان "مقتل جوناس سافيمبي الذي كان يقود حتى الآن المجموعات المسلحة المسؤولة عن تدمير البنى التحتية ومقتل مدنيين ابرياء في جميع انحاء البلاد". وأوضحت الوكالة الانغولية نقلاً عن مصادر عسكرية ان اثنين من ضباط امن سافيمبي الخاص وهما الجنرالان "بيغ جو" و"بولا" قتلا ايضاً في هذه الاشتباكات التي جرت الجمعة بين الجيش النظامي وقوات "يونيتا". وتبلغت منظمة الوحدة الافريقية امس بمقتل سافيمبي من الممثل الدائم للهيئة المركزية لآلية هذه المنظمة للوقاية من النزاعات في انغولا. وجاء في بيان اصدرته الهيئة المركزية لآلية منظمة الوحدة الافريقية للوقاية من النزاعات وإدارتها وحلها، المجتمعة امس في اديس أبابا على مستوى السفراء ان الهيئة "احيطت علماً" بهذا "البيان المهم" الذي قدمه السفير الانغولي في اثيوبيا. وقال الديبلوماسي ان الاتحاد الوطني من اجل استقلال انغولا التام "يونيتا"، "شكل دائماً عقبة امام عملية السلام". واضاف ان "الوضع هادئ في انغولا" داعياً منظمة الوحدة الافريقية والمجتمع الدولي الى مواصلة دعمهما للشعب الانغولي. وأكد الجيش الاوغندي اول من امس انه قتل جوناس سافيمبي خلال هجوم لقواته على طابور عسكري لحركة "يونيتا" في منطقة موكسيكو على بعد 1300 كلم شرق العاصمة لواندا. وكان الانغوليون ينتظرون الادلة الملموسة على مقتل سافيمبي بعد اعلان السلطات الانغولية مقتله الجمعة. وفي لوساكا، اكد مصدر في اجهزة استخبارات زامبيا ان جثة جوناس سافيمبي ستعاد الى لواندا امس. وبعدما خابت الآمال مراراً بإرساء السلام في البلاد وبعد الاعلان عن مقتل زعيم المتمردين مراراً قبل نفيه، لا يزال الحذر سيد الموقف في انغولا. فاذا كان سافيمبي شارك في حرب اوقعت اكثر من 500 الف قتيل ومئة الف جريح كما شردت اكثر من اربعة ملايين شخص، ودمرت اقتصاد بلد غني بالنفط والماس وتتجاوز مساحته المساحة الاجمالية لفرنسا والمانيا وايطاليا، الا انه وحد صفوف الحكومة ضد عدو واحد. وقد يتسبب موته في اندلاع صراع على السلطة داخل صفوف ال"يونيتا". ويقول مراقب غربي: "اي واحد من القادة الاربعة مؤهل لخلافته، وخصوصاً الجنرال آبرو لأنه يتحكم الآن بالقوات المسلحة داخل يونيتا". ويقول مراقب آخر: "كان سافيمبي عنصراً موحداً. فهو كان كالأب الذي لم يسمح لأحد بتحدي سلطته، ومن الصعب ان يأتي احد مثله". وقال وزير خارجية جنوب افريقيا السابق بيك بوتا: "لا احد من يونيتا قادر على القيادة بعد سافيمبي، لذلك سيدركون انه حان الوقت لايجاد حل مع لواندا".