طرأ تطور لافت في العلاقات الاريترية - الجيبوتية، اذ زار وفد عسكري جيبوتي اسمرا اخيراً واجرى محادثات اتفق في نهايتها على التنسيق الامني والعسكري لضمان الامن على الحدود المشتركة بين البلدين وفي جنوبالبحر الاحمر. وفي موازاة ذلك، بدأ الرئيس الاريتري اساياس افورقي جولة افريقية تشمل جيبوتي وليبيا وكينيا يبحث خلالها في قضايا السودان والصومال ومكافحة الارهاب في منطقة القرن الافريقي. اختتم وفد عسكري جيبوتي رفيع المستوى زيارة الى اريتريا تهدف للتنسيق الامني والعسكري بين البلدين في قضايا الارهاب في جنوبالبحر الاحمر والقرن الافريقي، فيما بدأ الرئيس اساياس افورقي جولة افريقية تشمل جيبوتي وكينيا وليبيا للبحث في قضايا الصومال والسودان والارهاب. وعلمت "الحياة" من مصادر اريترية مطلعة ان افورقي سيبحث في نيروبي مع الرئيس الكيني دانيال آراب موي في قضية الصومال وتحقيق المصالحة بين اطراف النزاع في هذا البلد، اضافة الى مفاوضات مشاكوس بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية" التي يتزعمها الدكتور جون قرنق والمقرر ان تُستأنف جلساتها الشهر المقبل. واشارت المصادر نفسها الى ان محادثات الرئيس الاريتري مع نظيره الجيبوتي اسماعيل عمر غيللي ستتركز على مسائل الصومال والارهاب في البحر الاحمر والقرن الافريقي. وتتطابق رؤية البلدين في دعم الحكومة الصومالية الانتقالية التي يرأسها عبدي قاسم صلاد حسن. ويعتبر مراقبون ان افورقي يسعى الى استمالة جيبوتي الى جانبه، خصوصاً بعدما اعتذرت عن المشاركة في قمة صنعاء الشهر الماضي، والتي ضمت زعماء السودان واليمن واثيوبيا. ويعتبر موضوع الصومال القاسم المشترك بين البلدين على النقيض من الموقف الاثيوبي المناوئ لحكومة صلاد حسن. وتأتي زيارة افورقي الى جيبوتي عقب اختتام زيارة وفد عسكري جيبوتي لاسمرا، وترأسه قائد الاركان الجيبوتي اللواء فتحي احمد حسين. وتفقد الوفد عدداً من المواقع العسكرية الاريترية. وقال ل"الحياة" مصدر جيبوتي كان ضمن الوفد العسكري: "ان الوفد بحث في تبادل المعلومات بين أسمرا وجيبوتي خصوصاً المتعلقة بالقضايا الامنية والعسكرية المرتبطة بالبلدين ووقوعهما على البحر الاحمر، والحدود المشتركة بينهما". وجاءت الزيارة بعد جولة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في المنطقة حيث حظي بتأييد اريتريا وجيبوتي لواشنطن في الحرب على الارهاب، وتقديم الدعم العسكري من البلدين بما في ذلك الموانئ البحرية. واشار المصدر الى "القلق من الارهاب على رغم خلو جيبوتي من عناصر تنظيم القاعدة". الى ذلك بحث الرئيس افورقي خلال زيارته طرابلس، في قضايا السودان والصومال مع الزعيم الليبي معمر القذافي. وتحاول طرابلس نزع فتيل التوتر بين اسمرا والخرطوم عقب الاتهامات الاخيرة لاريتريا بالاعتداء على شرق السودان. وكان القذافي بعث لجنة لتقصي الحقائق في شرق السودان وعلى الحدود بين البلدين في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وتوقف افورقي امس في مطار القاهرة الدولي آتياً من طرابلس، وصرح بأنه تناول في محادثاته مع القذافي المواقف المشتركة تجاه الارهاب ومكافحته "حتى ولو في شكل متواضع بحسب القدرات في الاطار الاقليمي والدولي". وأوضح أيضاً أن المحادثات تناولت ايضاً قضايا افريقية والمؤتمر الاستثنائي للاتحاد الافريقي الذي سيعقد في اديس ابابا والمساعي التي تبذل من أجل إيجاد حل سياسي شامل للمشكلة السودانية. وأكد افورقي أن قضية الارهاب اصبحت قضية دولية بعد احداث 11 أيلول سبتمبر، مشيراً الى أن بلاده كانت ضمن الدول التي عانت من هذه المشكلة، وأوضح أن التعاون في مكافحة هذه الظاهرة يعد "جديداً وقديماً"، خصوصاً وأن مصر كانت من بين أولى الدول التي تأثرت بهذه الظاهرة، مشيراً في هذا الصدد الى محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في اديس ابابا. وعن مستوى التمثيل الاريتري في القمة الاستثنائية التي سيعقدها الاتحاد الافريقي في اديس ابابا، قال افورقي: "ان المشاركة الاريترية في الاجتماع ستكون في اطار الدور المتواضع لأريتريا تجاه هذا الاتحاد".