أديس أبابا، طرابلس، باريس - "الحياة"، أ ف ب - حمل رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي بعنف على الحكومة الاريترية واعتبر انها ارتكبت "خطأ تاريخيا فادحا" بلجوئها الى القوة لحسم النزاع على منطقة حدودية. واتهم زيناوي الرئيس الاريتري أساياس أفورقي بانه يتبع استراتيجية عدوانية "تجلت في نزاعاته الحدودية مع جيبوتي واليمن وستؤثر على أمن المنطقة واستقرارها". راجع ص 5 وكان زيناوي يتحدث في اديس ابابا الى الصحافة المحلية مساء اول من أمس واعتبر كلامه ردا على الحكومة الاريترية التى اعلنت الاربعاء ان اثيوبيا استولت من دون مسوغ قانونى على مناطق تابعة لها خصوصا مدينة باديم التي تقع في مثلث مساحته 400 كيلومتر مربع. ودخلت الدولتان منذ اسبوع فى صراع في شأن ترسيم حدودهما المشتركة وحشدتا قوات كبيرة في المنطقة الحدودية. وربط زيناوي بين الخلافات الاريترية مع السودان وجيبوتى واليمن بخلافات بلاده الاخيرة مع اريتريا. ودان زيناوي السياسة الاريترية قائلاً: "ان سياسة اريتريا توضحت منذ افتعلت خلافات حدودية مع جيبوتي واليمن. لم تكن تلك سياسات آنية أو خلافات عابرة بقدر ما هي استراتيجية ثابتة تنتهجها الحكومة الاريترية في تعاملها مع دول الجوار". وقال زيناوى ان طلبه الوحيد خلال اتصالات اجراها مع افورقي كان فك الحصار الذى فرضته القوات الاريترية على جزء من الاراضى الاثيوبية. واستغرب رئيس الوزراء الاثيوبي الهجوم الاريتري قائلا انه لم يكن يتوقعه نظرا الى "العلاقة النضالية الطويلة" بين البلدين. ومعروف ان العلاقة الوثيقة بين النظامين الحاكمين في اديس ابابا واسمرا مكنتهما من تحقيق استقلال اريتريا عن الدولة الاثيوبية نتيجة تعاونهما لاسقاط حكم الرئيس السابق منغيستو هايلي مريام. وكرر زيناوي التأكيد ان بلاده ترغب في حل سلمي للنزاع، لكنه شدد على ان ذلك لن يمنعها من اللجوء الى "اساليب اخرى" لاسترداد اراضيها. في غضون ذلك استمرت الجهود الاميركية للوساطة بين البلدين الجارين وقال ديبلوماسي اميركي ان وفدا اميركيا جديدا وصل الى اديس ابابا لمواصلة جهود الوساطة. ونصحت السفارة الاميركية في اسمرا الرعايا الاميركيين بالابتعاد عن مناطق الحدود الاثيوبية - الاريترية بسبب تزايد التوتر فيها. وأفادت تقارير في واشنطن ان الحشد العسكري في المنطقة مستمر وان الاجانب بدأوا في مغادرة ميناء عصب الاريتري الذي كانت اثيوبيا تستخدمه قبل تفجر الازمة. ومعروف ان واشنطن تدعم الحكم في البلدين وقدمت لهما مساعدات عسكرية اخيرا لمواجهة النفوذ السوداني في المنطقة. واجرى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي يرأس تجمع دول الساحل والصحراء اتصالا هاتفيا أمس مع الرئيس الاريتري ورئيس الوزراء الاثيوبي وابلغهما بوساطة دول الساحل والصحراء في النزاع بين بلديهما بمبادرة من ليبيا "من اجل التوصل الى حل سلمي للخلاف الحدودي بينهما بالتنسيق مع رواندا". واشارت وكالة الانباء الليبية الى ان افورقي وزيناوي اعربا للقذافي عن "ترحيبهما بمبادرته الاخوية وعن استعدادهما لحل المشكلة وديا وبما يعزز الامن والاستقرار بينهما وفي القارة الافريقية". واعلنت فرنسا أمس الجمعة استعدادها لدعم جهود الوساطة لتسوية النزاع اذا رغبت الدولتان في مشاركتها. واوضحت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها أن "المسؤولية تقع اساسا علي عاتق دول المنطقة، واذا طلب الجانبان من فرنسا التدخل فانها ستدرس الطلب املاً في اعادة السلام الي المنطقة". ولا يزال نائب الرئيس الرواندي بول كاغامي موجودا في العاصمة الاثيوبية للتوسط بين البلدين. ودعا الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم أمس الجمعة الى حل سلمي للنزاع الحدودي بين اثيوبيا واريتريا. واوضح سالم في بيان اصدره من مقر رئاسة المنظمة في اديس ابابا بمناسة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس منظمة الوحدة الافريقية ان هذه الازمة تشكل "ضربة لجهود السلام في المنطقة". واضاف ان "الحل الحقيقي يكمن في ايجاد حل سلمي للنزاع قائم على الحوار والتفاوض". وطالب الطرفين بپ"تفادي تصعيد الازمة".