دقّت شركة «روسوبورون إكسبورت» الروسية المنتجة لصواريخ «أس-300»، المسمار الأخير في نعش صفقة تسليم هذه الصواريخ لطهران، بعد إعلانها إعادة دفعة أولى سددتها إيران، إثر إبرام العقد بين البلدين عام 2007. وقال رئيس الشركة اناتولي إيسايكين إنها أعادت المبلغ، بسبب عدم إمكان تنفيذ الصفقة لمسائل خارجة عن إرادتها، مشيرة إلى تكبدها خسائر ضخمة بسبب إلغاء هذا العقد، التزاماً بعقوبات فرضها مجلس الأمن على إيران في حزيران (يونيو) 2010. لكنه شدد على استعداد الشركة لاستئناف الحوار في شأن تنفيذ الصفقة، إذا ألغيت العقوبات. وفي ضوء تشغيل روسيا مفاعل «بوشهر» النووي، يبقى موقف إيران غامضاً إزاء مسألة رفع دعوى ضد موسكو أمام محكمة دولية، لمطالبة روسيا بتنفيذ الصفقة، في وقت تعتقد الأخيرة أنها مرغمة علي إلغاء العقد، بسبب قرارات الشرعية الدولية. ولم تنجح الضغوط التي مارستها طهران علي موسكو، لتسليمها الصواريخ، في مقابل الضغوط التي مارستها إسرائيل والولاياتالمتحدة علي الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف لإلغاء الصفقة التي رأت تل أبيب أنها تمس أمنها القومي. وأبرمت طهرانوموسكو أواخر العام 2007، عقد تسليم صواريخ «أس-300»، وسددت 167 مليون دولار دفعة أولى، لكن الولاياتالمتحدة جهدت لمنع تنفيذ الصفقة. وأعلن مدفيديف إلغاء العقد لتزويد طهران صواريخ «أس-300»، اضافة الى مقاتلات ومروحيات، مستنداً في ذلك إلى القرار 1929 الذي أصدره مجلس الأمن العام 2010، ويحظّر بيع إيران أسلحة مشابهة. وكانت طهران تأمل بتغيير موسكو موقفها، بناءً علي متغيّرات الشرق الأوسط، إذ مارس مسؤولون إيرانيون ضغوطاً علي روسيا في الشأن. لكن يبدو أنهم كانوا في وادٍ، والمسؤولون الروس في وادٍ آخر. وتعتقد مصادر إيرانية أن روسيا نجحت إلى حد بعيد خلال السنوات الأخيرة، في استغلال هذه الصفقة في علاقاتها بالولاياتالمتحدة وإسرائيل.