أعلن قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري أمس، خطة لنشر سفن حربية في المحيط الأطلسي قرب الحدود الأميركية، فيما نفت موسكو أنباء أوردتها وسائل إعلام إيرانية، أفادت بأن روسياوإيران والصين تناقش إنشاء درع صاروخية مشتركة، رداً على الدرع التي تنوي الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي نشرها في أوروبا وتركيا. وقال سياري: «كما ان الاستكبار العالمي منتشر قرب حدودنا المائية، نحن أيضاً ننوي ترسيخ وجود قوي قرب الحدود المائية الأميركية». واعتبر ان «نشر فرقاطات ايرانية في خليج عدن والبحر الأحمر، وغواصات في البحر الأحمر، يشكّل فخراً واعتزازاً للشعب الإيراني والدول الإسلامية في المنطقة». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «كيهان» الإيرانية ان طهرانوموسكو وبكين تبحث في اقتراح لنشر درع صاروخية مشتركة، رداً على الدرع «الأطلسية». ونقلت عن «مصادر غير رسمية» قولها إن «الدول الثلاث توصلت الى استنتاج بأن تأكيد الولاياتالمتحدة أن درع الأطلسي تستهدف مواجهة الصواريخ والقدرات النووية لإيران وكوريا الشمالية، هو مجرد ذريعة، والهدف الحقيقي للدرع هو تهديد روسيا والصين». وأضافت الصحيفة: «بعد إبرام أنقرةوواشنطن اتفاقاً لنشر رادار للإنذار المبكر في تركيا، في إطار درع الأطلسي، تخطط الولاياتالمتحدة لنشر مكونات أخرى للدرع، في كوريا الجنوبية وتايوان، ما يثبت ان واشنطن تستغل التهديد المزعوم لإيران وكوريا الشمالية، ذريعة لاستهداف الصين وروسيا». ولفتت الصحيفة الى أن الصين باتت تدرك مخاطر الدرع الصاروخية «الأطلسية»، مشيرة الى ان المندوب الروسي لدى الحلف ديمتري روغوزين ينوي مناقشة الخطة مع مسؤولين ايرانيين، خلال زيارته طهران الشهر الجاري. لكن روغوزين نفى ذلك، قائلاً: «لا يمكن روسيا مناقشة إنشاء نظام دفاعي صاروخي مشترك، إلا مع دول تملك قدرات وخبرات تقنية وعلمية مناسبة». وأضاف: «إنشاء نظام دفاعي مشترك، يتطلّب أن يكون الشريك فيه حليفاً لروسيا. إيران جارة وشريكة لنا، لكنها ليست حليفاً عسكرياً لروسيا، إذ أنها لا تنتمي إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي (تحالف عسكري - سياسي يجمع روسيا وست جمهوريات سوفياتية سابقة). لذلك أستطيع أن أقول إن روسيا لا تجري مفاوضات في هذا الشأن مع إيران والصين». أتى ذلك فيما شدد السفير التركي في طهران أوميت يارديم على أن استضافة بلاده رادار «الأطلسي»، «لا يشكّل تهديداً لأي بلد، خصوصاً إيران». وقال: «لا داعي لقلق طهران إزاء نشر الدرع». واعتبر التنافس بين أنقرةوطهران «إيجابياً، إذ أن البلدين من أهم وأقوى دول المنطقة»، مشيراً الى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيزور طهران خلال الشهور المقبلة. لكن اللواء يحيي رحيم صفوي، مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي للشؤون العسكرية، اعتبر ان «الدرع الصاروخية الأميركية في تركيا تشكّل تهديداً لروسيا وللأميركيين أيضاً». وقلّل من أهمية المواقف المتشددة التي تتخذها أنقرة إزاء تل أبيب، معتبراً أنها «سياسية، و(الأتراك) حافظوا سراً على علاقاتهم بالنظام الصهيوني». أما الجنرال مسعود جزائري، مساعد رئيس الأركان الإيراني، فحذر من «تداعيات الوجود الأميركي والصهيوني في المنطقة»، داعياً «الدول المجاورة والصديقة الى توخي الحذر من أن تصبح وقوداً لحرب». وقال: «على الحكومة التركية ألا تسمح بوجود مشابه على أراضيها، لا أن تقدم تسهيلات له». ورأى أن «دروعاً صاروخية مشابهة، ستكون أشبه بدمى خلال حروب المستقبل». الى ذلك، طالب رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي، روسيا بدفع تعويضات عن إلغائها عقداً أُبرم العام 2007، لتسليم طهران صواريخ «أس-300» المضادة للطائرات. أتى ذلك بعد إعلان شركة «روسوبورون إكسبورت» الروسية المنتجة لتلك الصواريخ، إعادة دفعة أولى سددتها ايران، قيمتها 167 مليون دولار، إثر إبرام العقد. وقال: «روسيا أعادت الدفعة الأولى، لكن عليها دفع تعويضات للأضرار المباشرة وغير المباشرة التي نتجت من إلغاء العقد».