أكدت موسكو معلومات حول التوصل لاتفاق مع تل أبيب لتزويد روسيا «عدداً محدوداً» من طائرات تجسس صغيرة من دون طيار. لكن مصدراً تحدثت إليه «الحياة»، اعتبر أن محاولات جهات إسرائيلية ربط هذا الملف بالتعاون العسكري بين روسياوإيران، «لا أساس لها». وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت أمس، عن توصل موسكو وتل أبيب إلى صفقة تحصل بموجبها روسيا على هذا الطراز من الطائرات، في مقابل عدم تزويد إيران بأنظمة صاروخية متطورة من طراز «أس 300». وأشارت إلى أن الصفقة أُبرمت بعد محادثات مطولة أجراها مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية بنحاس بوخاريس في الولاياتالمتحدة، وافقت الأخيرة في نهايتها على الصفقة. وكان فلاديمير بوبوفكين نائب وزير الدفاع الروسي لشؤون التسلح أكد أن الوزارة وقعت عقداً مع شركة إسرائيلية لشراء مجموعة «محدودة جداً» من الطائرات الموجهة الصغيرة. وقال أن روسيا ستشتري هذه الطائرات للتدرّب على مبادئ التعامل معها واستخدامها. وأوضح أن الطائرات الإسرائيلية لن تُستخدم في الجيش الروسي الذي «سيُزوَّد طائرات موجهة محلية الصنع خلال سنتين او ثلاث». ولم يخف أناتولي ايسايكين مدير عام مؤسسة «روس اوبورون اكسبورت» الروسية المشرفة على الصادرات العسكرية لروسيا، أن الهدف من الصفقة هو درس ميزات الطائرات ومواصفاتها، بهدف صنع نماذج محلية تلبّي متطلبات العصر، علماً أن الجيش الروسي يمتلك حالياً وسائل استطلاع تعود الى سبعينات وثمانينات القرن العشرين. وأبلغ مصدر في أكاديمية الأمن والدفاع الروسية «الحياة» بأن محاولات جهات إسرائيلية الربط بين صفقة الطائرات وملف التعاون العسكري بين موسكووطهران، «لا أساس لها»، موضحاً أن مسألة مبيعات روسيا من الأسلحة وخصوصاً الأنظمة الصاروخية المتطورة، «إستراتيجية بالنسبة الى روسيا ولا يمكن أن تكون محور صفقة تبادل». وأشار الى تأكيد القيادة الروسية أن علاقات موسكوبطهران أو أي طرف آخر، غير مرهونة بحسابات من هذا النوع. وأضاف أن موسكو ماطلت حتى الآن في تسليم طهران الأنظمة الصاروخية المتطورة، لحسابات تتعلق بالأمن الإستراتيجي والوضع في العالم، وليس لذلك علاقة بالموقف الإسرائيلي. في المقابل، أشار خبراء روس إلى أن إقدام روسيا على شراء مجموعة من الطائرات الإسرائيلية الموجهة، مرتبط بالحرب الجورجية - الروسية في آب (أغسطس) 2008، علماً أن جورجيا استخدمت خلال تلك الحرب طائرات استطلاع موجهة من الطراز ذاته الذي اشترته موسكو أخيراً. ولم يستبعد مصدر روسي أن تستهدف الصفقة الروسية - الإسرائيلية انهاء التعاون العسكري بين تل أبيب وتبليسي.