أبدت واشنطنولندن استهزاء برفض البرلمان العراقي قرار مجلس الأمن الرقم 1441 الذي يعزز صلاحيات المفتشين. وفيما توقع مراقبون في بغداد أن يعلن الرئيس صدام حسين قبوله القرار الدولي قبل انتهاء المهلة المحددة بعد غد الجمعة، حمل الرئيس جورج بوش بعنف على صدام، ووصفه بأنه "ديكتاتور"، مجدداً عزمه على نزع أسلحة الدمار الشامل سلماً أو توجيه ضربة عسكرية إلى العراق. راجع ص2 و3 و4 وإذ اتخذت لندن موقفاً مماثلاً، كان اللافت أمس تحذير فرنسا من أن عدم تعاون بغداد مع المفتشين سيؤدي إلى حرب على العراق، واعتبارها أن "أشخاصاً مثل صدام يهددون أمن الأميركيين". كما خرج الفاتيكان على سياسته التقليدية منتقداً الرئيس العراقي الذي "يلعب بالنار"، ومشككاً في أهداف البيت الأبيض. ولم يخرج عن الاجماع في البرلمان العراقي سوى عدي، النجل الأكبر صدام، والذي دعا إلى قبول قرار مجلس الأمن، مهاجماً ديبلوماسية بغداد. تزامن ذلك مع صورة قاتمة لتحذيرات وردت في دراسة أعدتها مجموعة من الأطباء، اعتبرت أن أي حرب تقليدية على العراق ستوقع نصف مليون قتيل، وان هذا الرقم يرتفع إلى أربعة ملايين قتيل إذا استخدمت أسلحة نووية، مقدرة كلفة الحرب بنحو مئتي بليون دولار. وأكدت واشنطن أن قواتها جاهزة لإطاحة نظام صدام، معتبرة أن هذه الخطوة ستؤدي إلى "ازدهار كبير ليس في العراق فحسب، بل في دول مجاورة مثل الأردنوتركيا". وسخر بوش أمس من توصية البرلمان العراقي بفرض القرار 1441، وقال للصحافيين: "البرلمان العراقي أداة في يد صدام. لا توجد أي ديموقراطية. إنه ديكتاتور، نود أن نعرف ما سيقوله". وتابع خلال جولة في مقر قيادة الشرطة في واشنطن: "إذا لم يمتثل صدام لما جاء في تفاصيل القرار 1441، سنقود تحالفاً لنزع أسلحته. انتهينا من المفاوضات، ولا مزيد من الوقت، قال إنه سينزع سلاحه، وعليه الآن أن يفعل". وكان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد شكك في جدوى مهمة المفتشين في العراق، وأكد أن القوات الأميركية قادرة على تغيير نظام صدام "والعثور على الأسلحة المحظورة وتدميرها". واعتبر أن اطاحة الرئيس العراقي ستؤدي إلى "ازدهار اقتصادي كبير، ليس في العراق وحده، بل في دول مجاورة مثل تركياوالأردن". كما قلّل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان من أهمية قرار البرلمان العراقي، مؤكداً أنه ما زال ينتظر رداً من بغداد، في حين حذر وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان من أن عدم تعاون صدام مع المفتشين سيؤدي إلى حرب على العراق. وقال لإذاعة "فرانس انتير" إن "الأمر يعود إلى صدام كي يلبي الواجبات الدولية"، داعياً إلى عدم الاستخفاف ب"قوة الصدمة التي نجمت عن أحداث 11 أيلول سبتمبر وبالشعور بانعدام الأمن الذي يعيشه الأميركيون" في أنحاء العالم. واستدرك ان "أمن الأميركيين مهدد من أشخاص مثل صدام حسين، يمكنهم استخدام أسلحة كيماوية وجرثومية".