لندن، واشنطن - "الحياة"، ا ف ب - أكد وزير الخارجية الأميركي كولن باول ان الولاياتالمتحدة لا تسعى الى حرب مع العراق، لكنها تريد بطريقة أو بأخرى وضع حد لبرامج أسلحة الدمار الشامل التي يطورها. وأوضح في مقابلة نشرتها صحيفة "ذي تايمز" أمس ان العراق يمكن ان يتجنب الحرب "إذا غيّر سلوكه وتعاون"، وان واشنطن ستكون "مسرورة" اذا غيّر العراقيون الرئيس صدام حسين شرط الاّ يُستبدل ب"رئيس سيئ مثله". وأضاف: "لا نسعى الى حرب. لو كان الرئيس بوش يبحث عن ذريعة لشن الحرب، او لو كان حسم أمره بالفعل ولم يجد بديلاً، لما فعلنا ما نقوم به على مدى الاسابيع القليلة الماضية"، مشيراً الى المحادثات الجارية في مجلس الأمن. وزاد أن واشنطن تبحث عن "وسيلة لانهاء هذا الوضع الخطر جداً"، وان تركيز بوش "كان دائماً على الأممالمتحدة". وتمسك بضرورة ان تتعرض بغداد "للعواقب" في حال عرقلتها عمل المفتشين "والاّ افلت العراق واستمر في تطوير اسلحته الرهيبة". وذكر باول ان "الحرب ينبغي ان تكون خياراً اخيراً. ولكن عندما يتعيّن ان تشن حرباً، يجب ان تفعل ذلك في شكل صحيح وجيد وحاسم". ورداً على سؤال عن ردود الفعل التي سيثيرها احتلال العراق في العالم الاسلامي، اوضح الوزير ان الولاياتالمتحدة تحملت في السابق المسؤولية عن بلدان بعد اطاحة انظمة استبدادية، من دون ان يشير بالاسم الى اليابان او المانيا. وقال "لكننا لا نلبث لمدة طويلة. نحاول ان نضع البلد على أساس متين، ونساعد الشعب على اقامة حكومة تمثيلية، واذا لم يُطلب منا لسبب ما ان نبقى نفضل ان نرحل. ان سجلنا يظهر اننا لا نسعى إلى احتلال أراضٍ، وإلى هيمنة، بل الى كسب اصدقاء". وأكد أن بإمكان العراقيين ان يتجنبوا النزاع من دون اطاحة صدام و"كل ما عليهم أن يغيروا موقفهم، وسلوكهم، ويتعاونوا". ورداً على سؤال هل على العراقيين ان يغيروا رئيسهم، قال باول: "سنُسر اذا غيروا زعيمهم، على افتراض انه لن يكون هناك زعيم آخر سيئ مثله. لن يقتضي الأمر سوى بضعة اسابيع كي تُرفع صور جديدة". وأفادت مصادر قريبة من الوزير ان المحادثات التي اجراها باول مع وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو - ماري ليل أول من امس لم تسفر عن تغيير اللهجة التي تصاعدت بين البلدين الأربعاء حول الملف العراقي. وتزامن ذلك مع استمرار المأزق في المساعي في الأممالمتحدة من اجل اصدار قرار حول نزع السلاح في العراق واحتمال اللجوء التلقائي الى القوة ضد نظام الرئيس صدام حسين. وكان مقربون من الوزير الاميركي نقلوا عن باول قوله انه قرر "ابداء حزم كبير" حيال باريس. وأجرى باول الأربعاء اتصالاً هاتفياً بنظيره الفرنسي دومينيك دوفيلبان عبر فيه عن نفاد صبر واشنطن، واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان باول اكد ان "الوقت حان لتتحرك فرنسا". ونقلت الرسالة الاميركية الى وزيرة الدفاع الفرنسية خلال لقائها باول الذي أعلن ان المحادثات كانت "جيدة"، مشيراً الى ان باريسوواشنطن "تعملان في شكل مكثف". وسعت الوزيرة الى تبديد أي انطباع بوجود توتر بين البلدين، مؤكدة انها اجرت محادثات "ودية" في واشنطن. لكن التصريحات في الكواليس كانت اكثر حدة. وكشف مصدر قريب من باول انه أبلغ اليو - ماري انه يريد "حسم كل شيء في أقرب وقت ممكن"، مؤكداً ان أي قرار يصدر عن مجلس الأمن ينبغي ان يوجه "رسالة حازمة مفادها ان على العراق نزع سلاحه أو تحمل العواقب". وكان مقرراً ان تلتقي الوزيرة امس نظيرها الاميركي دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني ومستشارة الرئيس للأمن القومي كوندوليزا رايس.