إزداد الغموض أمس حول ملابسات "إختفاء" مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن خلال زيارته للقاهرة الشهر الماضي. ففي وقت طالبت قبيلة بني حشيش التي ينتمي اليها عبدالسلام علي عبدالرحمن الحيلة 34 سنة الرئيس علي عبدالله صالح بالعمل على "إعادته سالماً" من مصر، قالت مصادر إسلامية انه سُلّم إلى الأميركيين. ويبدو ان تسليمه، وهو أمر نفاه المصريون ضمناً بقولهم انه ترك بلادهم الى أذربيجان، يتعلق بمحادثات تنصّتت عليها الاستخبارات الإيطالية ودار بعضها بين عبدالسلام الحيلة ومصري يُدعى عبدالقادر السيد يُشتبه في انه قيادي في "القاعدة". وتحدث اليمني فيها عن "خطط لهجوم كبير تُستخدم فيه طائرات ومطارات" ضد الولاياتالمتحدة. وما يُعطي هذه التسجيلات أهميتها انها ضبطت قبل هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، بأكثر من سنة، وان أحد أطرافها، المصري السيد، فرّ من إيطاليا الى أفغانستان حيث قُتل في الحرب الأميركية على "القاعدة" و"طالبان". راجع ص 3 وقالت مصادر إسلامية ل"الحياة" ان الزيارة التي قام بها عبدالسلام لإيطاليا العام 2000 تمت في إطار سعيه الى إطلاق شقيق له يدعى نبيل اعتُقل في البوسنة. وأشارت الى ان معرفته بالمصري تعود، على ما يبدو، الى فترة إقامة الأخير في اليمن مع أفراد "جماعة الجهاد". ويبدو ان الأجهزة الإيطالية كانت تعرف بنشاطه لذلك زرعت جهاز تنصّت في سيارته حيث سُجلت المحادثة بينه وبين عبدالسلام. وأصدرت محكمة مصرية حكماً بسجنه 15 سنة في قضية "العائدون من ألبانيا" عام 1999. ولفتت مصادر مطلعة الى ان إعلان القاهرة ان عبدالسلام ليس موجوداً على أراضيها وانه غادرها الى باكو ربما كان صحيحاً، إذ ان المصريين لم يحددوا طريقة مغادرته سوى بالقول انه سافر بطائرة خاصة. ويفتح ذلك الباب أمام احتمال ان يكون الأميركيون الذين يحتفظون بتسهيلات وقواعد في دول آسيا الوسطى، نقلوه بإحدى طائراتهم الى قاعدة من قواعدهم هناك. وإذا تأكد تسلّم الأميركيين اليمني، فإنه يُخشى ان ينتقم أنصاره وأفراد قبيلته من المصالح المصرية في اليمن. وقالت مصادر إسلامية ان عبدالسلام مسؤول في جهاز "الأمن السياسي" الذي يرأسه السيد غالب القمش، وانه ساعد في السابق "أفغاناً عرباً" في ترك اليمن الى بلدان أخرى وحال دون تسليمهم الى بلدانهم.