حصلت "الحياة" على معلومات مهمة عن الأصولي المصري عبد القادر السيد الذي تبذل السلطات الايطالية والاميركية والمصرية جهوداً لتوقيفه اثر اختفائه من ايطاليا في آب اغسطس الماضي بعدما عمل لفترة في "المعهد الثقافي الإسلامي" في مدينة ميلانو. وتشير المعلومات الايطالية الى وجود صلة بين السيد واسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة"، إذ رصدت أجهزة الأمن هناك مكالمة هاتفية جرت بينه وبين أصولي آخر تحدثا فيها عن الظروف التي يقيم فيها الاصوليون الحاصلون على اللجوء السياسي في الدول الأوروبية اضافة الى الاوضاع في مصر ونشاط الحركات الاسلامية الراديكالية فيها. وكان إمام المعهد السيد الحسيني عرمان أبلغ "الحياة" أمس أن الأصولي المصري السيد ترك العمل في المعهد قبل فترة وأن عمله اقتصر على المساعدة في الدعوة وأنه كان وصل إلى إيطاليا قبل اربع سنوات وحصل على اللجوء السياسي تفاصيل ص . وفي القاهرة افادت معلومات رسمية فإن الاسم الكامل للأصولي المصري هو عبد القادر محمود محمد السيد وأنه كان يعيش في افغانستان باسم مستعار هو "يونس" وأنه عضو بارز في جماعة "الجهاد" التي يقودها الدكتور أيمن الظواهري واضطلع بأنشطة تابعة لتنظيم "القاعدة"، بعد التحالف الذي ابرم بين الظواهري وبن لادن في شباط فبراير 1998 تحت لافتة "الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين" وأن السيد عمل مباشرة مع القيادي البارز نصر فهمي نصر الذي قتل اخيراً في غارة للطائرات الاميركية على منطقة خوست في افغانستان والقيادي أحمد سلامة مبروك الذي سلم من اذربيجان الى مصر العام 1998. وذكرت المصادر المصرية أن السيد تنقل بين افغانستان واليمن والسودان والاردن، وأنه متخصص في تزوير الأوراق الرسمية وصنع الاختام، وأنه أقام لفترة في منطقة "العمارات" في مدينة الخرطوم وحولها الى مركز لتزوير البطاقات الجامعية وشهادات الميلاد وجوازات السفر التي يستخدمها عناصر التنظيم في التنقل بين الدول. وأوضحت المصادر أن الظواهري كان يثق في السيد ثقة كبيرة وأنه رفع ترتيبه التنظيمي الى درجة مسؤول عن الوثائق في "الجماعة"، وهي اللجنة التي تختص بتزوير الأوراق الرسمية، وفي مرحلة لاحقة جعله عضواً في مجلس شورى التنظيم، وتمكن السيد العام 1997 من الوصول الى ايطاليا حيث قدم طلباً للحصول على اللجوء السياسي وهو نال ذلك الحق في وقت لاحق. وهو متزوج وله ولد وابنتان، ويعتقد انه عاد الى افغانستان قبل الهجمات في نيويوورك وواشنطن مباشرة مع آخرين من قادة الاصوليين ممن تربطهم علاقات بن لادن والظواهري خشية أن يتم القبض عليهم بعد تلك العمليات.