كشف أصولي مصري معلومات جديدة عن قيام أذربيجان بتسليم ثلاثة إسلاميين الى مصر، حوكم اثنان منهم حضورياً في قضية "العائدون من ألبانيا" في حين خضع الثالث امس لتحقيقات في نيابة أمن الدولة في قضية أخرى. وأكد ياسر توفيق علي السري المقيم في بريطانيا في اتصال هاتفي مع "الحياة" في القاهرة، أمس، أن أحمد سلامة مبروك وعصام علي حافظ وإيهاب محمد صقر، اعتقلوا أمام أحد فنادق العاصمة باكو بعد منتصف ليل يوم 20 آب اغسطس من العام الماضي، بواسطة عناصر تابعة للاستخبارات الاميركية سي. آي. إي، وأنهم نقلوا إلى أحد مقرات الاستخبارات الاذربيجانية حيث أخضعوا لتحقيقات مكثفة لمدة عشرة أيام على يد الاميركيين الذين نقلوهم في الأول من أيلول سبتمبر الى المطار، ووضعوهم في طائرة خاصة في حراسة اميركيين اتجهت الى مصر حيث تسلمهم ضباط مصريون في مطار القاهرة. وكان السفير الاذربيجاني في القاهرة المستشار شاهين عبدالله اصدر بياناً نشرته "الحياة" أمس نفى فيه بشدة أن تكون بلاده سلمت مصر أياً من الاصوليين ممن ينتمون إلى تيارات جهادية، وأكد أن "المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام خلال الأشهر الماضية في شأن ذلك الأمر غير صحيحة". لكن السري رجح أن تكون عملية التسليم تمت بعيداً عن وزارة الداخلية في أذربيجان ونتيجة تنسيق تم بين أجهزة استخبارات. وقضت محكمة عسكرية مصرية في نيسان ابريل الماضي بالاشغال الشاقة المؤبدة في حق مبروك الذي تعتبره السلطات المصرية الذراع اليمنى لزعيم "جماعة الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري، في حين أمرت بالاشغال الشاقة لمدة 15 سنة في حق حافظ الذي يحمل الجنسية الكندية. وذكر حافظ في التحقيقات أنه توجه من كندا إلى اذربيجان لإتمام بعض الصفقات التجارية وفوجئ بعناصر من الاستخبارات الاميركية تلقي القبض عليه هناك. وأصدرت نيابة أمن الدولة أول من أمس قراراً بتمديد حبس صقر لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات التي تجرى معه في قضية تحمل الرقم 718 واتهمت فيها عناصر تنتمي إلى تنظيم "حركة الجهاد - طلائع الفتح الإسلامي". وكشف السري أن اصولياً رابعاً رفض الافصاح عن اسمه تمكن من الفرار الى خارج اذربيجان بعدما علم بتفاصيل عملية القبض على الثلاثة، وأوضح أن مبروك وحافظ وصقر كانوا يقيمون في أحد فنادق العاصمة باكو وانهم توجهوا لتناول العشاء في مطعم الفندق بعدما اتفقوا مع الرابع الذي كان مقيماً في شقة بعيدة عن الفندق على اللقاء داخل المطعم إلا أنه تأخر عن الموعد. وبعدما تناول الثلاثة العشاء خرجوا الى الشارع لانتظار زميلهم فقام رجال الاستخبارات الاميركية بتوقيفهم واوثقوهم ووضعوا على رؤوسهم أكياساً سوداء وأدخلوهم الى سيارة كانت تنتظر جوار الفندق، ونقل الثلاثة الى مركز تابع للاستخبارات الاذربيجانية. وأضاف السري أن الاصولي الرابع حضر الى مطعم الفندق متأخراً وعلم بالواقعة فأسرع بالفرار، وتمكن في اليوم التالي من تدبير وسيلة للخروج من البلاد. ويدير السري "المرصد الإعلامي الإسلامي" في لندن وهو محكوم غيابياً بالإعدام من محكمة عسكرية مصرية، في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق الدكتور عاطف صدقي. ورأى السري أن نفي السفير يهدف الى "رفع الحرج عن حكومته". واعتبر أن جهاز الاستخبارات في اذربيجان "تورط في تسهيل العملية للاستخبارات الاميركية وتمكين الاميركيين من استغلال الاراضي الاذربيجانية في تحقيق أهداف اميركية".