اكدت مصادر اسلامية أن البانيا رحّلت اول من امس سوريَين وعراقياً مع افراد عائلاتهم، بعد نحو ستة شهور قضاها الثلاثة في احد سجون العاصمة تيرانا، خضعوا خلالها لتحقيقات مكثفة عن علاقة مزعومة لهم بتنظيم "القاعدة" الذي يقوده اسامة بن لادن، وجماعة "الجهاد" المصرية التي يقودها الدكتور ايمن الظواهري. وقالت المصادر، في اتصال هاتفي مع "الحياة" في القاهرة إن عناصر من الاستخبارات الاميركية سي. آي. اي كانت اعتقلت الاسلاميين الثلاثة في شباط فبراير الماضي واخضعتهم للتحقيق وواجهتهم بمعلومات عن علاقات لهم بالقيادي البارز في جماعة "الجهاد" شوقي سلامة عطية الذي رحّل الى مصر في حزيران يونيو العام الماضي، مع ثلاثة آخرين من عناصر التنظيم هم احمد ابراهيم النجار واحمد اسماعيل عثمان ومحمد حسن. وحوكم الاربعة امام محكمة عسكرية مصرية في قضية "العائدون من البانيا"، واصدرت المحكمة في نيسان ابريل الماضي احكاماً بالسجن المؤبد لثلاثة هم شوقي سلامة والنجار وعثمان، والسجن 15 سنة لمحمد حسن. وكانت التحقيقات اشارت الى ان سلامة تولى الاشراف على نشاط "الجهاد" في البانيا، و"برع في تزوير المستندات". ونقلت وكالة "فرانس برس" امس عن قائد شرطة تيرانا مدحت هواري قوله ان السوريَين والعراقي الذين رحلوا الى سورية والعراق، كانوا يشرفون على احدى المنظمات الخيرية في العاصمة الالبانية منذ نحو سنة واتهموا بالاعداد لعملية ضد السفارة الاميركية في تيرانا. الى ذلك أ ب اكتفت وزارة الداخلية الألبانية بتأكيد طرد الثلاثة، مشيرة الى ان الاجراء اتخذ بسبب عدم حيازتهم الوثائق المناسبة. وأفادت صحيفة "كوها جون" الألبانية ان الثلاثة هم شقيقان سوريان، عبدالله وأسامة نعيم، وصديقهما العراقي محمد جاسم، مشيرة الى انهم اعتقلوا في وقت مبكر صباح اول من امس بينما كانوا نائمين في شقة مستأجرة، ونُقلوا بعد بضع ساعات الى المطار مع عائلاتهم وسط اجراءات امنية مشددة. وأضافت الصحيفة انهم صعدوا الى طائرة تابعة لشركة "اوليمبك" كانت متجهة الى اثينا. لكن مصادر الاسلاميين نفت ضلوع الثلاثة في أي "عملية ارهابية" واتهمت الاستخبارات الاميركية بملاحقة الاصوليين في كل مكان، لافتة الى ان الشرطة الالبانية قتلت العام الماضي اصولياً مصرياً بزعم قيامه بالتخطيط لعمل ضد السفارة الاميركية، ثم تبين أن لا علاقة له بأي منظمة اسلامية راديكالية. واوضحت المصادر ان نشاط الاستخبارات الاميركية في البلقان والبانيا خصوصاً "واسع". واكدت ان جميع المنتمين الى تنظيمي "القاعدة" و"الجهاد" غادروا هذا البلد خشية اعتقالهم بعد تسليم الاصوليين الاربعة الى مصر. وكانت جماعة "الجهاد" اصدرت في 4 آب اغسطس الماضي بياناً تضمن تهديداً مباشراً بعمليات ضد اهداف اميركية رداً على تسليم الاربعة، وتسبب تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام في ترسيخ الاعتقاد بتورط التنظيم بالعمليتين. ومعروف ان ابن لادن والظواهري يجمعهما تحالف تحت لافتة "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" التي أسست في شباط العام الماضي، مع جماعتين من باكستان واخرى من بنغلاديش. واعتبرت المصادر ان ترحيل السوريَين والعراقي وعدم اخضاعهم لمحاكمة في اميركا "دليل على عدم صحة الادعاء بأنهم خططوا لعمل ضد السفارة الاميركية في تيرانا". ورفضت كشف اسماء الثلاثة، مرجحة أن يكونوا استخدموا اسماء وهمية اثناء اقامتهم في البانيا.