سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العراق يعتبر مشروع القرار "اعلان حرب"... فرنسا وموسكو تتطلعان الى جهد أميركي للتوصل الى إجماع . واشنطن تلمح الى تعذر اتفاق مجلس الأمن : لا هامش للمناورة ولا شيء قابلاً للعطاء
احتدت المعركة على مشروع القرار العراقي بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وسط تلميح الادارة الاميركية الى استعدادها للتخلي عن فكرة استصدار قرار يعيد المفتشين الى العراق ويعطيها الصلاحية العسكرية في حال عدم توصل الدول الخمس الى اتفاق على مشروع القرار. وقدمت الولاياتالمتحدة مشروعها امس الى جميع اعضاء مجلس الامن في جلسة عقدت مساءً. واعلن العراق أمس ان المشروع الاميركي "اعلان حرب صريحاً" فيما ابدى رئيس لجنة المفتشين الدوليين انموفيك هانس بليكس تحفظه عن بعض بنوده، خصوصاً تلك المتعلقة بإرسال عناصر امنية لمرافقة المفتيشن إذ "قد تترتب عليها مشاكل كبيرة" وطالب بأن يؤدي القرار المقترح الى "تعزيز صلاحيات" المفتشين. وضعت الديبلوماسية الاميركية فرنسا وروسيا في الخانة "الدفاعية" مستخدمة "جزرة" عودة المفتشين الى العراق و"عصا" الاستغناء عن مجلس الامن وقراره اذا تلكأت بارس وموسكو في دعمه. وعقد سفراء الدول الخمس اجتماعاً خامساً امس الاربعاء في مقر البعثة الصينية، وسط "تصلّب" المواقف الاميركية، حسب مصدر في مجلس الامن، مع مؤشرات بأنها "تقترب من انهاء المناقشات" في شأن مشروع القرار. وأكد المصدر ان الاميركيين "يريدون الانتهاء من الامر قريباً" إما بتصويت على المشروع لتبنيه او اسقاطه، او "بعدم طرح مشروع القرار على الاطلاق". وكرر الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر امس التذكير بأن "النهاية وشيكة" في اشارة الى المداولات بشأن مشروع القرار. وزاد ان الحصيلة ستكون "اما الاتفاق او الفشل في التوصل الى اتفاق، وقد تكون النتيجة احدهما، كما يبدو الآن". في غضون اطلقت الديبلوماسية الروسية، كما الفرنسية، اشارات متناقضة. اذ ترافق تشدد السفير الروسي لدى الاممالمتحدة سيرغي لافروف، بتصريحات لنائب وزير الخارجية يوري فيدوتوف الى وكالة "انترفاكس" قال فيها "ان المشاورات ستتمكن من التوصل الى اتفاق على نص يقبله الجميع، ويكون اساساً حقيقياً للخروج من هذه الازمة". وزاد ان القرار الجديد "يجب ان يتجه الى دعم عمل المفتشين في العراق، وليس فرض مطالب جديدة غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ". وترافقت خيبة الامل بالمشروع الاميركي المعدّل باعلان فرنسا انها لا تنوي طرح مشروع قرارها للتنافس مع المشروع الاميركي وعزمها على الاستمرار في التفاوض على المشروع الاميركي المعدل. كذلك، تعمّد السفير جان دافيد ليفيت الاشادة بنقطة في المشروع الاميركي تنص على انعقاد مجلس الامن فور تسلمه تقريراً من رئيس لجنة الرصد والتحقق والتفتيش انموفيك يفيد بعدم امتثال العراق. وارتأت فرنسا ان تعتبر ذلك تجاوباً مع اصرارها على العودة الى مجلس الامن، رغم ان مشروع القرار الأميركي يوضح ان العودة هي فقط للبحث وليس للسعي الى الحصول على صلاحية عسكرية يعتبرها متضمنة في المشروع المعدّل. ووصف المصدر في مجلس الامن الموقف الاميركي بقوله: "هل سيكون هناك قرار؟ لا تظنوا ان هناك كثيراً من هامش المناورة او ان هناك كثيراً مما هو قابل للعطاء". وفي باريس وصف مصدر فرنسي المشروع الأميركي بأنه "سيئ جداً"، مشيراً خصوصاً الى ان الولاياتالمتحدة أعادت تضمين مشروعها تلقائية استخدام القوة العسكرية ضد العراق متمنياً أن تسفر مناقشات مجلس الأمن عن تقدم. وقال المصدر ل"الحياة" ان فرنسا موافقة على تشديد اجراءات مراقبة التسلح العراقي، لكن المشروع الأميركي "أعد ك "سيناريو لحرب منظمة" ولا يهدف للضغط على العراق وانما الى حمل مجلس الأمن على تشريع حرب مقررة سلفاً". وفيما نوّه المصدر بالموافقة على العودة إلى مجلس الأمن قبل اللجوء إلى الضربة العسكرية، إلا انه اعتبر ان المطلوب الآن أن تقوم الولاياتالمتحدة بجهد حقيقي للتوصل إلى الاجماع، وتأخذ في الاعتبار الاقتراحات الفرنسية لأنها فاعلة وتفيد مضمون مشروعها. وأضاف المصدر ان هذا الاحتمال يتيح توقع تعاون من جانب العراق، وإلا فإن مجلس الأمن سينقسم على نفسه. الى ذلك، نقلت الولاياتالمتحدة عدداً من مقاتلاتها من حاملة الطائرات في بحر العرب الى قاعدة باغرام في افغانستان، بعدما أبحرت الحاملة لتصبح قريبة من العراق. وأعلن قائد قاعدة العديد في قطر الكولونيل تيم سكوت ان القاعدة تحتاج الى شهرين أو ثلاثة شهور لتصبح جاهزة لتوجيه ضربة الى العراق.