أعلن رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري السفير الأميركي ريتشارد هولبروك امس ان "اجماعاً" تحقق في المجلس على ترشيح السويدي هانز بليكس لرئاسة لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش في العراق انموفيك. وأكد ان المجلس وضع اسم بليكس امام الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي كان متوقعاً ان يوجه رسالة رسمية الى مجلس الأمن قبل مغادرته نيويورك الى موسكو ليلاً، تتضمن الترشيح الرسمي ليصادق عليه المجلس طبقاً للقرار 1284. وحذر هولبروك العراق من "عواقب عرقلة العملية" في اشارة الى تشكيل "انموفيك" تمهيداً لعودة المفتشين الى بغداد، واعتبر مثل ذلك الدور "خطيراً ومضراً بالعراق". وأكد السفير العراقي لدى الأممالمتحدة سعيد حسن موسوي ان بغداد ترفض التعاون مع اللجنة الجديدة، ورأى ان رئيس اللجنة "لن يغيّر شيئاً يذكر في الخطة التي اعدتها اميركا في القرار 1284". وشدد على رفض "التعاون في تنفيذ القرار". وقال هولبروك انه يتحدث "باسم اجماع مجلس الأمن ولنرَ ماذا ستفعل بغداد الآن"، متمنياً ان يكون لديها "ادنى درجات المنطق"، ومذكّراً بأن روسيا والصين وافقتا على ترشيح بليكس. ورد السفير العراقي قائلاً: "لا نتعاطى مع القرار 1284 ولن نتعاون في تنفيذه"، مشيراً الى انه "غير قابل للتطبيق". وزاد ان مجلس الأمن والأمين العام تجاهلا قيام اللجنة الخاصة اونسكوم بعمليات "تجسس" في العراق "ولم يكلف احدهما نفسه التحقيق" في هذا الاتهام و"هذا يضر صدقية الأممالمتحدة". وعن ترشيح بليكس لرئاسة "انموفيك" قال موسوي: "من يرأس اللجنة الجديدة، ملاكاً كان او شيطاناً، لن يغير كثيراً الواقع وهو ان الأممالمتحدة اصبحت في موضوع العراق بالتحديد اداة في الترسانة الديبلوماسية الاميركية، والقرار 1284 لا يشكل استثناء في هذه القاعدة، فهو يخدم سياسة الولاياتالمتحدة تجاه العراق، وهي سياسة احتواء وعداء وقصف يومي". ونبه الى ان بغداد تنظر الى الدور الذي قام به انان في اطار القرار 1284 بأنه "سلبي"، بسبب ترشيحه الرئيس السابق ل"أونسكوم" رالف اكيوس لرئاسة "انموفيك". وكان الأمين العام رشح اكيوس، سفير السويد في واشنطن، لرئاسة اللجنة الجديدة، وعارضت ذلك روسياوفرنسا والصين ما حال دون موافقة مجلس الأمن على مرشح انان. وأعلن رئيس المجلس انه كان يعتزم امس ابلاغ الأخير ان المجلس "لم يتمكن من التوصل الى اجماع على اكيوس". وأضاف: "حتى المعارضين لترشيحه عبروا عن الاعجاب والاحترام لشخصه". ونفى مصدر قريب الى انان ان يكون رفض المجلس مرشحه وتطور الأمر الى مجرد وضع بصماته على مرشح المجلس، مصدر عدم ارتياح له. وقال ان "هذا لا يشكل قضية لديه، والأمين العام يشعر بأن بليكس مرشح مساو لاكيوس لجهة الخبرة والتجربة". وأعرب الناطق باسم الأمين العام، فرد اكهارت، عن "الشعور بالفرح والارتياح" لدى انان بسبب الاتفاق على مرشح لرئاسة "انموفيك" بعد جهود استمرت 40 يوماً، وأكد ان بليكس لم يكن بين 25 اسماً في القائمة التي نظر فيها الأمين العام. وكانت فرنسا بادرت الى طرح اسم بليكس بعد الانقسام في المجلس، وجاءت الموافقة الأميركية عليه الثلثاء.